سعيدة بتكريمي في مهرجان بيروت لسينما المرأة.. وأسعى لمناقشة قضايا المرأة في أعمالي الفنية
صديقة الشحرورة أطلقت عليّ "سيدة الشاشة اللبنانية"
السينما والمسلسلات العربية المشتركة في أجندة طموحاتي الفنية
الرغبة في التجديد حمستني للمشاركة في مسلسل "الثمن".. و"نادية" قريبة من شخصيتي
تقديم مواسم من مسلسل "للموت" لن تفقده بريقه.. ومفاجآت وأحداث شيقة في الجزء الثالث
نصيحتي للجيل الحديث من الفنانين عدم التعجل في تحقيق الشهرة
تشتهر الممثلة رندة كعدي بلقب "سيدة الشاشة اللبنانية"، فبعد دخولها مجال التمثيل عن طريق المصادفة على يد المخرج أنطوان ريمي، الذي عرض عليها المشاركة بأفلام قصيرة أولها "الشهباء"، قدمت العديد من الأعمال الفنية المميزة، واستطاعت أن تثبت موهبتها الفنية، حتى تم تكريمها أخيرًا من مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة بصفتها سيدة ناجحة ومؤثرة.
ولا يزال داخل الفنانة اللبنانية الكبيرة رندة كعدي طموحات عدة كشفتها في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية"، كما تتحدث في السطور التالية عن تكريمها في مهرجان بيروت لسينما المرأة، ومشاركتها الفنية من خلال مسلسل "الثمن"، وتحضيرها لمفاجأة في الجزء الثالث من مسلسل "للموت"، كما تطرقت في الحوار إلى الحديث عن أهمية الدراما المصرية في حياة الفنان العربي، ونصائحها للجيل الحديث من الفنانين.
هل نجح وجود مهرجان للمرأة في بيروت في تسليط الضوء على أهمية مساهمتها في صناعة السينما والفن؟
المرأة هي الجمال، وتشبه الأرض بكل عطائها وتواضعها وترسخها بجذورها، ووجود مهرجان خاص بالمرأة يعد بمثابة تكريم لها ولمجهودها العظيم في تحمل المسؤولية وقدرتها على تحقيق المستحيل، وأيضًا تقديرًا لثقتها بذاتها وإمكانياتها.
والحقيقة أن التكريم بحد ذاته له مردود معنوي كبير لأي فنان، إذ يشعره بالرضا عما يقدمه للجمهور، وأنه وصل لقلوب الناس بكل صدق وأمانة، وفخورة بهذا التكريم الدي يمثل لي الكثير لأنه عن مسيرتي الفنية التي تخطت أكثر من نصف عمري، أعطيت فيها للفن بكل ما أوتيت من حب وشغف.
حظيت بتكريم من مهرجان سينمائي بعد مسيرة فنية تؤكدين أنها تخطت نصف عمرك.. الأمر الذي يدعونا للسؤال عن طموحاتك الفترة المقبلة؟
نعم مسيرتي الفنية أخذت مني نصف عمري، متنقلة بين المسرح والدراما المحلية، وأخيرًا شاركت في الدراما العربية المشتركة، وهذا زادني شرفًا، ومنحني مساحة أكبر حتى أطل على جميع المشاهدين في الوطن العربي، وأنا راضية بشكل كبير عما حققته، لكنني دائمًا أتحدى نفسي بقدرتي على مواصلة العطاء وتقديم الأفضل والجديد، وأطمح في الفترة المقبلة إلى أن أخوض تجربة العمل في فيلم سينمائي، بالإضافة إلى الغوص بشكل أعمق في المسلسلات العربية المشتركة لأن لديها نكهة خاصة بالنسبة لي.
هل اهتمامك بالمشاركة في أعمال محلية كان سبباً في منحك لقب "سيدة الشاشة اللبنانية"؟
منحتني هذا اللقب صديقة الراحلة الفنانة صباح، وأحد النقاد الفنيين في لبنان، وبعدما قدمت مسلسل "2020"، لقبت بـ"أيقونة الفن"، وكل هذه الألقاب تزيدني مسؤولية للحفاظ على المستوى الفني الخاص بي وتقديم الأفضل.
كما أرى أن الألقاب بمثابة تكريم معنوي للفنان من المشاهدين والجمهور والنقاد والإعلاميين والصحافيين، ولابد أن يأتي هذا اللقب من الآخرين وليس من الفنان ذاته، وعلى أية حال يكفي الفنان أن يتميز وتكون له بصمته الفنية، والأمر ليس بتعدد الألقاب.
بالحديث عن أعمالك الفنية، شاركت أخيرًا في مسلسل "الثمن".. ما الذي حمسك لهذا العمل؟
المسلسل مقتبس من قصة تركية سبق تقديمها من قبل، لكن أعيدت صياغتها في قالب عربي مشترك، وأكثر شيء حمسني لقبوله، هو الرغبة في التجديد والعمل مع المخرج الشاب فكرت القاضي، لأننا كلما اختبرنا أنفسنا مع مخرجين جدد نعطي فرصة لأنفسنا للتعلم، بالإضافة إلى أنني أحببت المشاركة بسبب الدور الذي أقدمه في العمل، فهو محوري يحمل قضية تخص المرأة، فشخصية "نادية" التي جسدتها في المسلسل مع زوجها إبراهيم مطر، هما ثنائي موجود في المجتمع العربي.
هل ترين أن شخصية نادية نموذجًا للمرأة الحكيمة؟
بالفعل شخصية "نادية" مسالمة جدًا تخضع لآراء ومواقف زوجها المتسلّط العنيد، ولكن بذكاء شديد، فهي تتخذ مواقف تدل على حكمة المرأة واتزانها والعدالة التي تحملها بطبيعتها وشخصيتها، كما أنها تقدم نموذجًا إيجابيًا لكل الحموات في طريقة تعاملهن مع زوجات أولادهن، إذ تعتبرهن بمثابة بناتهن وتعاملهن برحمة ومودة وكأنها والدتهن الثانية.
وكيف كان استعدادك لتجسيد شخصية الحماة النموذجية؟
في كل شخصية أجسدها أعتني بأدق التفاصيل حتى أعطيها الهوية الخاصة بها، وشخصية "نادية" كانت متقاربة من شخصيتي فكان الأمر بالنسبة لي مريحًا.
ما نقاط التشابه والاختلاف بين "نادية" وشخصيتك الحقيقية؟
أخذت مني حنانًا وكمًا كبيرًا من العاطفة، ونعم هناك بعض الصفات المشتركة بيننا ولكنها ليست أنا، لأنها تختلف عني في الانفعالات لأن الشخصية مكتوبة بشكل دقيق فهي هادئة جدًا ولا تنفعل وهذه عكس طبيعة البشر.
كيف استقبلت ردود الفعل على المسلسل بشكل عام وشخصيتك بشكل خاص؟
ردود الفعل إيجابية بشكل كبير جدًا من المتابعين على مستوى الوطن العربي، وهذه الردود تنسينا التعب والمجهود، فمهمتنا ترتكز على قبول الناس لما نقدمه، فالجمهور يعد الحكم الأكبر، وإذا ما رفضنا لابد أن نتراجع ونحسب الاختيارات من جديد، ويكون لدينا المسؤولية في قول نعم للمشاركة في عمل فني ما أو رفضه.
بعد نجاح الموسمين الماضيين من مسلسل "للموت" تنتظرين عرض الجزء الثالث في رمضان المقبل.. ماذا عن تطور شخصيتك في أحداث العمل الممتد؟
فخر وشرف كبير لي المشاركة في الجزءين الأول والثاني من مسلسل "للموت"، ولذلك لم أتردد في قرار المشاركة في الموسم الثالث، بل إذا كانت هناك نية لتقديم مواسم أخرى سأشارك فيها بالطبع.
وفي الجزء الجديد هناك مفاجآت كثيرة وأحداث مختلفة ممتعة وشيقة، سوف تحوز على إعجاب الجمهور، أما عن تطور شخصية "حنان" التي أجسدها فهي تمر بـ3 مراحل، أولها حنان العاشقة لعبد الله (أحمد الزين) واستمرت قصة حبهما 45 عامًا، وهذا ما شاهدناه في الجزء الأول والجزء الثاني تزوجت حنان من حبيبها عبد الله، وفي الجزء الثالث سيكون هناك تطورات جديدة تطرأ على حنان.
ألا تخشين من أن يفقد المسلسل بريقه بسبب تعدد الأجزاء؟
قد يجوز إذا تكررت الأجزاء أن يفقد العمل بعض من البريق، ولكن مسلسل "للموت" أو مسلسلات الأجزاء الناجحة، ترتكز على أساس متين، سواء من قصة وتشعباتها وإخراج وإنتاج، والحرص على تجديد الشخصيات والأحداث، وعندما تكون هذه الثوابت موجودة لا أعتقد أن هناك خوفًا من الفشل أو التراجع، بل العكس أحيانًا يرتبط بها المشاهد وينتظرها كل عام.
إذن بعيدًا عن مسلسلات الأجزاء ما معايير اختيارك للأدوار التي تجسدينها؟
عندما اختار دور، أفضّل قراءة المختصر للنص منذ البداية مرورًا بالعقدة ثم نهاية للعمل، وأنظر إلى مسار الشخصية المعروضة عليّ، وإذا شعرت بقيمتها الوجودية وتأثيرها في العمل، وإنها تحمل رسالة، أوافق على العمل.
هل يدور في خلدك موضوعات محددة تحبين مناقشتها في أعمالك المقبلة؟
أود مناقشة قضايا المرأة بشكل عام ولكن بعمق شديد فيها، وليس بمجرد دور بسيط لا يحمل مغزى أو قضية، فأنا أحب تسليط الضوء على مشكلات المرأة وتقديم الحلول لها.
يفضل معظم نجوم الوطن العربي الاتجاه إلى الدراما المصرية من أجل تحقيق الشهرة في الوطن العربي.. ما تعليقك على ذلك؟
مصر كانت ولا تزال الرائدة والسبّاقة في الفن، وجميع الفنانين العرب يتمنون المشاركة في الأعمال المصرية ليس فقط للشهرة، ولكن من أجل التحديات والمسؤولية في حمل الشخصيات وكيفية خوض التجربة، وهذه الأشياء تحمّس النجوم للمشاركة بالأعمال المصرية.
وأؤكد عندما يعرض عليّ المشاركة، سأوافق بالطبع، شريطة إذا كانت المشاركة على قدر المسؤولية، وأن أقدم عملًا أشعر فيه بالمنافسة والتحدي، وبالتأكيد يشرفني خوض الدراما المصرية.
كيف تقيمين الوضع الفني حاليًا في لبنان؟
الوضع الفني في لبنان جيد جدًا، فنحن يتوفر لدينا المقومات الأساسية من ممثلين ومخرجين وكتّاب، ولدينا كنز اسمه الثقافة، فلبنان هي المنارة الجامعة للثقافة في الحضارات، ورغم ما تمر به من ظروف صعبة اقتصادية وسياسية ولكن الثقافة والفنون مازالت بخير.
بما تنصحين شباب الفنانين الذين يشقون طريقهم في عالم الفن؟
نصيحتي للجيل الحديث في كل الوطن العربي، هو فهم أن الفن يستلزم المثابرة والصبر والتفاني والجدية والشغف، وإذا لم يكن هناك شغف لهذه المهنة التمثيلية، لا أعتقد أن شهرتك سوف تطول، فلكي تحفر لذاتك اسمًا فنيًا لابد أن تتعب كثيرًا في بداية الأمر، لأن ليس هناك شيء يأتي بسهولة، لذلك أقول لكل فنان جديد ألا يتعجل الشهرة في بداياته.