موجة جديدة من الإضرابات والاحتجاجات تجتاح شوارع أوروبا للمطالبة بتحسين أوضاع العمال في ظل كلفة المعيشة، بينما تتزايد المخاوف في أغلب دول القارة من ركود عالمي قد يفاقم الأزمة، وكان آخرها اليوم السبت، حيث شهدت المدن الفرنسية خروج آلاف المتظاهرين بدعوة من النقابات العمالية الفرنسية في جولة سابعة من الاحتجاجات ضد إصلاح نظام التقاعد.
عدة أسباب دفعت لهذه الإضرابات التي توغلت في القارة العجوز، لكن الأغلبية منها ترجع للأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وعلى رأسها أسعار الطاقة.
الأجور في بريطانيا
البداية من بريطانيا التي لا تتوقف فيها الإضرابات في ظل إخفاق المحادثات بين نقابات عمالية والحكومة من أجل التوصل إلى تسوية بشأن تحسين الأجور وظروف العمل، بداية الإضرابات كانت من جانب الأطباء المبتدئين الذين يعترضون على رواتبهم، بعد ما كشفت الجمعية الطبية البريطانية حساباتها التي أظهرت أن رواتب الأطباء المبتدئين في إنجلترا من 2008 حتى 2022 شهدت خفضًا حقيقيًا للأجور بنسبة تتجاوز 26%.
العمال في فرنسا
وفي فرنسا منع عمال شحنات وقود من مغادرة مصافي شركات فرنسية، إذ يواصل العمال في قطاع الطاقة الإضراب الذي بدأ يوم الثلاثاء الماضي احتجاجًا على التغيرات المقترحة من الحكومة بشأن قانون نظام التقاعد.
أثرت الإضرابات على إمدادات الكهرباء مع تأجيل أعمال الصيانة لبعض المنشآت النووية التابعة لشركة كهرباء فرنسا، وأعلنت نقابة CGT انخفاض إمدادات الطاقة بنحو 16.6 جيجاوات في محطات الطاقة النووية والحرارية والكهرومائية.
بلجيكا لم تسلم من الإضرابات
حمى الإضرابات امتدت إلى بلجيكا التي تأثرت شبكة سككها الحديدية وخدمات النقل العام في ظل إضراب نظمه العاملون بالقطاع العام كما تأثرت خطوط القطارات الدولية مع إعلان الشركة الوطنية إلغاء عمل 12 قطارًا بين أمستردام وبروكسل.
إضراب عمّال المطارات في ألمانيا
أما ألمانيا فتشهد عدة إضرابات منذ بداية العام تلبية لنداء نقابة العاملين في الخدمات الألمانية "فيردي"، إذ نظّم عمال مطار ميونخ إضرابًا جزئيًا للمطالبة بتحسين الأجور.
ولا تعد هذه المرة هي الأولى في ألمانيا، إذ شهدت عدة مطارات في فبراير الماضي إضراباتً استجابة لدعوة من النقابات العمالية ما تسبب في إلغاء وتأجيل آلاف الرحلات الجوية واضطرابًا في حركة السفر.
أمام هذه التصعيد تدرس بعض الحكومات الأوروبية تعديل تشريعاتها لمواجهة الإضرابات التي على ما يبدو أنها لن تتوقف في القريب.