في الوقت الذي توسعت ظاهرة تسميم الطالبات في إيران، لتشمل 312 طالبة في الأهواز، اليوم الأحد، خرج الرئيس الإيراني عن صمته عن الحادث الذي بدأ قبل أشهر في قم، واستشرى مؤخرًا ليشمل أكثر من 1000 طالبة في 17 محافظة، ليعلن أن الهجمات "مؤامرة جديدة" من جانب عدو لم يسمه.
ولا تتوقف الهجمات منذ بدأت في مدينة قم في نوفمبر الماضي، عندما نُقلت 18 طالبة إلى المستشفى بعد أن استنشقوا غازًا أصابهم بصعوبة في التنفس وألم بالأطراف، وسط اتهامات من قبل سياسيين لجماعات "متشددة"، قالوا إن هدفها الانتقام من انتفاضة المرأة التي هزت البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني، في سبتمبر الماضي، واندلعت احتجاجات عارمة لنحو خمسة أشهر على إثرها.
وكشفت هيئة صحية إيرانية، قبل أسبوع، إنّ أشخاصًا أقدموا خلال الأشهر الأخيرة، على تسميم مئات التلميذات في مدينة قم، وخضعت أكثر من 400 فتاة للعلاج جراء حالات تسمم ناجم عن غازات ميكروبية، وفق الهيئة الصحية الإيرانية.
وارتفع هذا الإحصاء لأكثر من الضعف في أيام قليلة، إذ أعلن عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان، شهريار حيدري، الأربعاء الماضي، عن إصابة 900 طالبة من مختلف محافظات البلاد بالتسمم.
مؤامرة جديد ضد الإنسانية
استنكر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ظاهرة التسمم التي استهدفت الطالبات الإيرانيات، واعتبرها "جريمة ضد الإنسانية، وشدد على ضرورة المتابعة الحاسمة بشأن الظاهرة واصفًا الأمر بـ"المؤامرة الجديدة من جانب العدو".
جاء ذلك خلال اجتماع حكومي، اليوم الأحد، حيث جرى استعراض تقرير لوزارة الأمن بشان آخر المستجدات المتعلقة بمتابعة ظاهرة تسمم الطالبات.
قال "رئيسي": "هذه التحركات تكشف عن حلقة أخرى من سلسلة المؤامرات التي يحيكها الأعداء بهدف إثارة التوتر والتهويل داخل المجتمع ونشر الخوف في قلوب المواطنين؛ وبما يلزم اتخاذ الإجراءات للكشف عن جذور هذه الظاهرة والتصدي لها بكل حزم".
عينات مشبوهة
كشف أحمد وحيدي وزير الداخلية الإيراني، أن عينات مشبوهة تعمل عليها مختبرات الدولة حاليًا، عُثر عليها بمعرفة الأجهزة الأمنية ذات الصلة، خلال التحقيقات الميدانية، حول حوادث تسميم الطالبات مؤخرًا.
ذكر "وحيدي"، في بيان: "عثرنا على عينات مشبوهة يجري التحقيق فيها في مختبرات الدولة لإجراء تحقيقات متخصصة للوقوف على أسباب المضاعفات التي حدثت للطلاب في البلاد".
وأكد المسؤول الإيراني أن ظاهرة تسميم الطالبات يتم متابعتها بجدية، مشددًا: "صحة الطلاب هي الأولوية القصوى لجميع المسؤولين ولن يدخروا أي جهد لتوفير الأمن والراحة والسلام لهم"، وفق ما أوردت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء.
أكثر من 50 مدرسة تعرضت لهجوم
وكشفت السلطات الإيرانية عن ورود تقارير بحدوث مضاعفات لطالبات في 52 مدرسة منذ حادثة "قُم" الأولى، وفق بيان أورده وزير الداخلية، أمس السبت، ولم يشمل هذا الحصر حوادث اليوم، ما يعني أن المدارس التي شهدت حوادث تسمم أكثر من العدد المذكور.
ووفق البيان: "تواجدت على الفور في المكان قوات الطوارئ والفرق الطبية والإطفاء والشرطة، بالإضافة إلى إجراء الفحص الطبي للطلاب الذين أبدوا عدم ارتياحهم، وقاموا بمراقبة البيئة الداخلية والمحيطة للمدارس".
الغالبية غادرن المستشفيات
وأعلنت وزارة الصحة في إيران، مغادرة غالبية الطالبات اللاتي تعرضن لتلك الهجمات، بعدما تلقيّن العلاج في العيادات الخارجية ولم تحدد أعدادهم، فيما أشارت إلى 28 طالبة أُدخلن إلى المستشفى، وخرج الجميع في أقل من يومين باستثناء مصابتين بأمراض مزمنة.
تسميم متّعمّد
وأكد يونس بناهي، نائب وزير الصحة، بشكل ضمني، قبل أسبوع، أن تسميم طالبات "قم" كان متعمّدًا، وفق ما أوردت (إرنا).
وأشار "بناهي" إلى أنه "تبيّن أن بعض الأفراد يريدون إغلاق جميع المدارس، وخصوصًا مدارس البنات"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
جماعة متطرفة تهدد بالمزيد
ونقلت وسائل إعلام إيرانية محلية أن جماعة متطرفة تدعى" فدائيّ الولاية"، هددت في رسائل ليلية منذ 17 فبراير الماضي بمزيد من حالات التسمم، إذا لم يتم إغلاق مدارس الفتيات في جميع أنحاء البلاد.
وذكرت إحدى رسائلها أن "تعليم البنات حرام واستمراره يعني محاربة إمام الزمان"، وفق وسائل إعلام محلية.
ولم تعلن السلطات الإيرانية عن أي تفاصيل بشأن اعتقالات أو رصد لهذه التهديدات.