أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أن مصر والعراق عازمان على توسيع أطر التعاون المشترك، والعمل من أجل زيادة معدلات التبادل التجاري، التي لا ترقى حاليًا لإمكانات البلدين، مشددًا على أن البلدين يتمتعان بإمكانات هائلة قادرة على مضاعفة هذه المستويات عدة مرات.
كما أكد "مدبولي"، في جلسة مباحثات مع نظيره العراقي محمد شياع السوداني، الذي يزور حاليًا، مساندة القاهرة الكاملة للعراق الشقيق في حربه ضد الإرهاب، مُشيدًا بجهوده في الحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره، وبدور مؤسسات الدولة العراقية.
واستهل رئيس الوزراء المصري جلسة المباحثات، بالترحيب بنظيره العراقي والوفد المرافق، مؤكداً أهمية هذه الزيارة، وتطلع مصر إلى توسيع أطر التعاون المشترك في كل ما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، في إطار ما يربطهما من علاقات تاريخية، وأُخوة ووحدة مصير، وأهداف مشتركة.
وأثنى "مدبولي" على العلاقات المتميزة بين البلدين، وما شهدته من تطور ملموس خلال السنوات الأخيرة، سواءً على المستوى الثنائي أو على صعيد العلاقات المصرية-العراقية-الأردنية، قائلًا: "ننظر لهذا التعاون الثلاثي من منظور استراتيجي شامل، لربط مصالحنا وتعظيم الفوائد المشتركة، التي ستعود بالنفع على الجميع".
اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة
وأشار "مدبولي" إلى توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بتطوير العلاقات مع العراق الشقيق، وإلى التنسيق الجاري بين جهات الاختصاص في البلدين، للتحضير الجيد لعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المصرية العراقية المشتركة، في مايو أو يونيو المقبلين بالقاهرة.
وسلط رئيس الوزراء المصري الضوء على ضرورة تنفيذ مخرجات الدورات السابقة للجنة العليا المشتركة بين البلدين، وما أثمرت عنه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مختلف المجالات، وضرورة تفعيل ما تم التوافق عليه بين البلدين من تنفيذ شركات مصرية لمشروعات إعادة الإعمار بالعراق.
وفيما يتعلق بآلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، أعرب رئيس الوزراء المصري عن تطلعه إلى دخول المشروعات المشتركة، التي تم الاتفاق عليها، حيز التنفيذ في أقرب وقت.
من جانبه، أبدى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني سعادته بزيارة مصر، ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن الحديث عن العلاقات المشتركة بين البلدين يستند إلى أواصر ممتدة وجذور تاريخية.
وأعرب رئيس وزراء العراق عن تطلعه للإعداد الجيد للدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة؛ والبناء على ما سبق التوصل إليه من تفاهمات واتفاقيات، مضيفًا أنه توجد إمكانات كبيرة لمشاركة الشركات المصرية في مشروعات استثمارية مُدرجة ضمن موازنة الحكومة العراقية، وأن الشهرين المقبلين يجب أن يشهدا جهدًا مُضاعفًا من أجل التوافق على مذكرات تفاهم واتفاقيات، يتم توقيعها خلال اجتماعات اللجنة المشتركة.
تفعيل مذكرات التفاهم القائمة
كما تطرق رئيس الوزراء العراقي إلى التعاون الثلاثي مع الأردن، ومخرجات القمة الثلاثية، فيما يخص الربط الكهربائي، إذ سيتم إنجاز المرحلة الأولى مع الأردن في يونيو المقبل.
وعقّب "مدبولي"، قائلا : لدينا بالفعل ربطًا كهربائيًا مع الأردن بطاقة نحو 550 ميجاوات، ونعمل حاليًا على تقوية الخط لاستيعاب قدرات أكبر بهدف الوصول للعراق أيضًا، مؤكدًا أنه توجد إمكانية لزيادة قدرة خط الربط مع الأردن بين 2 و3 جيجاوات.
وأوضح "السوداني" أن هناك مباحثات لإنشاء منطقة لوجستية على الحدود بين العراق والأردن، للمساهمة في توفير السلع والمنتجات، ويمكن لمصر الاستفادة بها بتوفير المنتجات المصرية للسوق العراقية.
وفى ختام المباحثات، اتفق رئيسا الوزراء بالبلدين على أن يتولى الوزراء المعنيون من الحكومتين العمل خلال الشهرين المقبلين على تفعيل مذكرات التفاهم القائمة بين البلدين، بالتوازي مع الإعداد الجيد لاجتماعات الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة، حتى تخرج بنتائج تلبي طموحات الشعبين في التنمية والازدهار.