تعد مبادرة الصين لوقف الحرب الدائرة في شرق أوروبا، التي تضمنت وثيقة بها 12 بندًا للسلام، أهمها احترام سيادة كل الدول، ووقف الأعمال العدائية، واستئناف محادثات السلام، وحماية المنشآت النووية، ذات تحركات محسوبة ومدروسة وشديدة الذكاء وذلك لعدة أسباب، أولها أن الصين تريد أن تنفي عن نفسها أي اتهامات تتعلق بدعم عسكري لموسكو.
وقال الكاتب الصحفي إبراهيم الجارحي خلال برنامج "بالمنطق" المذاع على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية" إن الكلام عن هذا الدعم كان على استحياء قبل طرح المبادرة، ثم في اليوم التالي لإعلان الصين بنود الوثيقة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أنها تمتلك "أدلة على اتجاه الصين لمدّ روسيا بسلاح".
واضاف "الجارحي" أن الولايات المتحدة تريد أن تُظهر تناقض الموقف الصيني، إذ كيف تُقدم مبادرة سلام وفي الوقت نفسه تقوم بتزويد روسيا بالأسلحة؟.. وخاصة أن هناك ترحيبًا من طرفي الأزمة (روسيا وأوكرانيا) وأيضًا ترحيب من بعض الدول الأوروبية كفرنسا وألمانيا.
وأوضح أن الرئيس الفرنسي ماكرون أعلن عن زيارة الصين أول أبريل المقبل من أجل إقناع الصين بالضغط على روسيا لوقف الحرب، وأن الرئيس الأوكراني زيلينسكي يعتزم عقد اجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينج، مشيرًا إلى أن هذا الاجتماع سيكون مهمًا جدًا للأمن العالمي، إذ يرى زيلينسكي أن الصين تحترم وحدة الأراضي وعليها أن تفعل كل شيء لضمان مغادرة روسيا الأراضي الأوكرانية.
وتابع أن كل ذلك لم يمنع التقارير التي وجهت اتهامات للصين بأنها تدعم روسيا عسكريًا، لافتًا إلى أن صحيفة "وول ستريت جورنال"، قالت إن الصين تزود روسيا في حربها بأوكرانيا بكل ما تحتاجه القوات الروسية من التكنولوجيا الصينية، وأن مراجعة بيانات الجمارك الروسية، أظهرت أن شركات الدفاع الصينية المملوكة للدولة تقوم بشحن معدات الملاحة وتكنولوجيا التشويش وأجزاء الطائرات المقاتلة لشركات الدفاع الروسية المملوكة للحكومة الخاضعة للعقوبات.