التقى الرئيس الصيني، شي جين بينج، بالمستشار الألماني، أولاف شولتز، في قاعة الشعب الكبرى في الصين، اليوم الجمعة. وذكرت وسائل إعلام حكومية صينية، أن شي جين بينج، قال لشولتز إنه يتعين على الصين وألمانيا، باعتبارهما دولتين كبيرتين تملكان نفوذا، العمل سويًا خلال أوقات التغيير والاضطراب، من أجل السلام العالمي.
ولفت الرئيس الصيني، إلى أن شولتز أول زعيم أوروبي يزور الصين، منذ انتهاء "الكونجرس" الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، كما أنها الزيارة الأولى للمستشار الألماني للصين، منذ توليه المنصب، وهي الزيارة الأولى لأحد قادة دول مجموعة السبع، إلى بكين منذ 3 أعوام، أي قبل جائحة فيروس كورونا.
الزيارة تعزز التفاهم المشترك بين الصين وألمانيا
وقال شي جين بينج للمستشار الألماني إنه يعتقد أن هذه الزيارة ستعزز التفاهم المشترك والثقة بين البلدين، وستعمق التعاون في مجالات متعددة، وستخطط لمرحلة جديدة في العلاقات بين بكين وبرلين، ونوه شي جين بينج، إلى أن هذه السنة تصادف الذكرى الـ50 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وألمانيا، وفقا لوسائل إعلام رسمية.
وقال الرئيس الصيني: "50 عاما من التاريخ، تظهر أننا طالما حافظنا على قواعد الاحترام المشترك، وحاولنا الوصول إلى أرضية مشتركة في ظل الخلافات، وأبقينا على التواصل، وتعلمنا من بعضنا، وحافظنا على التعاون الذي يخرج منه الجميع فائزا، لن ينحرف مسار العلاقة بين البلدين وستكون الخطوات ثابتة".
واعترف الرئيس الصيني، بالتحديات الراهنة، قائلا لشولتز: "إن الوضع الراهن على الساحة الدولية معقد ومتقلب"، لافتا إلى أنه على الصين وألمانيا كقوتين مؤثرتين أن تعملا معا في ظل التغيرات والفوضى للإسهام في إحلال السلام والازدهار حول العالم.
شولتز يسعى لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين
من جهته، أكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، من بكين الجمعة، أنه يسعى لتعزيز العلاقات الاقتصادية الحيوية مع الصين. وقال مصدر حكومي ألماني نقلا عن شولتز: "من الجيد أن يكون بإمكاننا تبادل وجهات النظر هنا بشأن جميع القضايا، بما فيها تلك التي نراها من منظورين مختلفين. هذا هو الهدف من التواصل"، مضيفا: "نريد أيضا أن نناقش كيف يمكننا تطوير تعاوننا الاقتصادي في مواضيع أخرى منها "تغير المناخ والأمن الغذائي والدول المثقلة بالديون".
وتحمل زيارة المستشار الألمانى للصين أهمية بالغة، بالنسبة لألمانيا التي تشهد أزمة طاقة أثارتها حرب أوكرانيا، ويتجه اقتصادها نحو الركود. وتجدر الإشارة إلى أن الاقتصادين الألماني والصيني يرتبطان بشكل وثيق، إذ تعتمد الصناعات الألمانية بشدة على الصين، حيث توفر بكين سوقًا مهمًا للمنتجات الألمانية، من الآليات وصولا إلى المركبات التي تصنعها شركات مثل "فولكسفاجن" و"بي إم دابليو" و"مرسيدس بنز".
ومن المنتظر أن يلتقي المستشار الألماني بعدد من المسئولين الصينيين الآخرين، في الزيارة التي يرافقه فيها 12 من عمالقة الصناعة الألمانية، مثل "المدراء التنفيذيين لشركات فولكس فاجن وبنك دويتشه وسيمنز وعملاق الكيماويات "BASF"، ومن المقرر أن يلتقوا بالشركات الصينية، حسبما ذكرت شبكة "سى. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.