جريئة، جميلة، صريحة، وواقعية تعشق التفاصيل، وتحب أن تطبق طقوسها مهما كانت الظروف، يومها بسيط، يبدأ باكرا بفنجان من القهوة، وينتهي في العاشرة مساء، تحب السباحة فتعوم صيفًا وشتاءً.
لم تُنسها نجوميتها الكبيرة أنها ربة منزل رائعة، تذهب إلى السوق وتختار طعامها بنفسها، ثم تعود إلى النادي لتجلس مع أصدقائها تضحك وتتحدث عن حياتها، إنها النجمة "مريم فخر الدين"، ابنة الفيوم التي ولدت في يناير عام 1933 وحققت نجاحًا ومشوارًا فنيًا كبيرًا انطلق صدفة ووصل إلى الوطن العربي بأكمله.
انطلاقة فنية
خطف جمال مريم فخر الدين، عيون المصور عبده نصر ليصورها لمجلة شهيرة، ثم تضعها الصدفة أمام المخرج أحمد بدرخان، ليكون السبب في وضعها على أول طريق الشهرة، وتنطلق من تلك النقطة في رحلة فنية قدمت فيها أعمالا مازالت خالدة إلى الآن.
مريم المنسوبة لأب مصري وأم مجرية، حرصت أن تتقن كل دور تقوم به، وظلت تعمل حتى آخر أيامها حباً في التمثيل، والوقوف أمام الكاميرا، لدرجة أن أعمالها تخطت 400 فيلم، وذاعت شهرتها في مصر والوطن العربي وتدرجت في كل الأدوار بما يتناسب مع عمرها، بين الفتاه الجملية الرومانسية والمشاكسة والأم في عدد من الأعمال.
توازن
مع تقدم مريم فخر الدين في العمر كانت توازن بين صحتها وعملها، فهى تقول في أحد لقاءاتها التلفزيونية: "مع التقدم في العمر لا نستطيع أن يكون إنتاجنا الفني كما كان في السابق، ومن أجل الحفاظ على صحتنا وممارسة تفاصيل حياتنا يجب أن نوازن بين العمل والرياضة والحياة الشخصية، ولا نجعل العمل يؤثر على صحتنا".
الأفلام قديما
وتحكي صاحبة التاريخ الطويل الذي وصل لمئات الأعمال الشهيرة منها "رد قلبي، الأيدي الناعمة، شفاه لا تعرف الكذب"، عن السبب وراء ارتباط الجمهور بالأفلام القديمة، وقالت في أحد لقاءاتها التليفزيونية: "إن النجوم وقتها كانوا يهتمون بكل تفصيلة على كل المستويات، كما أن المنتجين كانوا لايبخلون على الأعمال"، موضحة: "إذا كنا نتحدث عن أسرة ثرية يجب أن يكون الديكور مناسبًا ويصنعون قصرًا للتصوير من أجل الواقعية في نقل الأحداث".
رومانسية
اتسمت مريم فخر الدين بالصراحة والواقعية، فكانت لا تحب أن تطبق الرومانسية التي كانت تظهر بها في الأفلام قديما في حياتها، فهى تقول: "أنا ليس لدي طاقة لأن أحب بالطريقة التي كانت تظهر في الأفلام القديمة، وأعيش بجانب صورة حبيبي كما يفعلون".
ورغم ذلك، اشتهرت مريم فخر الدين بأدوار الفتاة العاطفية، التي تضحي من أجل حبيبها، وتألقت في تلك المنطقة لفترة طويلة حتى قررت أن تغير حصر المخرجين لها وتذهب إلى أدوار أخرى.
زيجاتها
ويبدو أن نظرية مريم في الرومانسية انعكست عليها في زيجاتها التي لم تجد فيها الحب، فقد تزوجت 4 مرات
الأولى كانت في سن صغير من المخرج محمود ذو الفقار، الذي شاركت معه في العديد من الأفلام، ولكن بسبب الغيرة وقعت بينهما العديد من المشكلات، ولم تكمل حياتها معه وانفصلا ومعهما ابنتهما إيمان.
وبعد ثلاثة أشهر تزوجت الدكتور محمد الطويل وأنجبت منه أحمد واستمر زواجهما 4 سنوات فقط، وبعدها تزوجت من السوري فهد بلان وبسبب مشاكل أبنائها معه انفصلت عنه، ورغم أن الأخير كان يصغرها بـ 13 عاما إلا أن هذه الزيجة استمرت 20 عامًا لأن أبناءها كانوا يحبونه، وتؤكد أنها ضحت كثيرا من أجل أن تستمر تلك الزيجة، ولكن في النهاية لم يكتب لها النجاح، وتبرر زيجاتها الكثيرة بأنها لا تستطيع أن تعيش بدون رجل.
وفاتها
وفي ٣ نوفمبر من عام 2014 رحلت الأيقونه مريم فخر الدين، بمستشفى المعادي نتيجة تعرضها لجلطة دماغية، ورغم رحيلها إلا أن أعمالها وسيرتها مازالت باقية تتناقلها الأجيال.