قال فؤاد السنيورة، رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، إن جزءًا كبيرًا مما جرى في لبنان من صنع اللبنانيين.
وأضاف "السنيورة" خلال استضافته ببرنامج "ثم ماذا حدث" الذي يقدمه الإعلامي جمال عنايت على شاشة "القاهرة الإخبارية": "هذا الأمر يجب أن يكون واضحًا، وهذا ما أسميه الاستعصاء المزمن على عدم القيام بالإصلاحات، فمنذ عام 1990 إلى الآن تغير اللاعبون وبقيت اللعبة بأن أصبح هناك مايسترو يحرص على أن تستمر هذه الخلافات بين مختلف الفئات السياسية".
وتابع: "في السابق كان هناك سوريا في المقدمة، ومن ورائها حزب الله وإيران أما بعد ذلك ظهرت إيران أكثر من خلال سيطرتها التدريجية على لبنان والمنطقة، ثم تغير الوضع وأصبح حزب الله ومن ورائه إيران، والنظام السوري لاعب مستمر".
واستطرد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق: "قبل عام 1977 كان ممنوعًا على الدولة اللبنانية أن يدخل أحد الإدارة إذا كان منتميا لأحد الأحزاب، وتغير الوضع بعد هذا العام وتم إدخال المنتمين للأحزاب إلى الإدارة، وهذا كان أحد الوسائل لإنهاء الحرب بإدماجهم على أمل أن يتخلق هؤلاء بأخلاق الدولة، وما حدث هو أن الدولة تخلقت بأخلاق المليشيات، وحدث بعد ذلك توزيع للمكاسب، والأمر تطور إلى أن أصبح هناك ما يسمى بالديمقراطية التوافقية، وهي شيء بعيد كل البعد عن الديمقراطية".
وأوضح: "الديمقراطية عبارة عن أكثرية وأقلية. أكثرية تحكم وأقلية تعارض. وتحاول أن تكون مكان الأكثرية ليستقيم العمل الديمقراطي، وكلما كانت المعارضة قوية كلما استقام الحكم، ويحاول من بالحكم تحسين أدائه، وما يحدث ما هو إلا وسيلة للانقلاب على النظام الديمقراطي، والسيطرة والتسلط من الأقلية على الأكثرية، وأنا أستشهد بالدستور ليس لأنه كلام نظري ولكن لتستقيم الأمور".
ونوه "فؤاد السنيورة" إلى أنه لا يوجد دخان دون نار فيما أثير عن قضية تحويلات مليارات الدولارات: "لن أستطيع أن أقول كم التحويلات، ولن أختلف مع طرح أن هناك تحويلات غير قانونية، ولن تعالج الأمور بالمحاكمات الميدانية، ولكن يجب أن تتم عبر الوسائل الدستورية كما ينص عليها القانون".
علينا استعادة استقلالية القضاء
وأكد أنه لإصلاح الوضع في لبنان يجب علينا العودة للدستور، وليس لدينا طريقة أخرى، كما يجب البعد عن تفسير الدستور وفقا للأهواء، "اللبنانيون لم يعد لديهم ثقة بالغد، ولاستعادة الثقة بالمستقبل علينا استعادة استقلالية القضاء، ومن ينفذ هذا الحكومة ولا يمكن إنقاذ البلد إلا إذا قمنا بالعمليات التصحيحية، ولن تعالج المشكلات اللبنانية باستعمال المراهم والمسكنات".
وشدد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق: "يجب استعادة الدولة لأنه إذا لم يكن هناك دولة لن نستطيع إنقاذ لبنان، ولكن يجب أن نبدأ باستعادة القضاء ليطمئن المواطن اللبناني من أن هناك مرجعية ليستطيع الحصول على حقوقه، ويجب استعادة الاحترام للكفاءة والجدارة في تحمل المسؤولية ثم إعادة بناء العلاقة بين لبنان والعالم العربي، وهذا كله على مسارات استرجاع الدولة، ويجب أن يأتي رئيس للجمهورية منسجما مع أحكام الدستور، ويجب أن يكون رئيسا للبنانيين، وليس فريقا من اللبنانيين، ويجب أن نتعلم من أخطائنا في السابق، كما أكد أنه لا يفكر في العودة للحكومة".