أفادت وكالة الأنباء السورية، اليوم الاثنين، بإغلاق طريق غازي عنتاب – حلب، بعد استهدافه من قبل قوات سوريا الديمقراطية، في تصعيد ميداني شهدته أحياء شمال مدينة حلب.
وفي تطور لاحق، أعلن الدفاع المدني السوري إصابة اثنين من عناصره برصاص قوات قسد قرب حي الأشرفية، أثناء قيامهما بمهام إنسانية. وبالتزامن، ذكرت وسائل إعلام سورية أن قوات تابعة لقسد استهدفت محيط دوار شيحان شمالي المدينة.
وأشار الإعلام السوري إلى أن حاجزًا مشتركًا لقوات الأمن الداخلي "الآسايش" وقوات الأمن العام تعرّض لهجوم مسلح نفذته فصائل تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في محيط دوار شيحان، ما أسفر عن إصابة عنصرين بجروح متفاوتة. ووفق مصادر محلية، ردّت قوات الأمن الداخلي على مصادر النيران، وسط استنفار أمني في محيط الموقع.
ميدانيًا، نقل مراسل "القاهرة الإخبارية" من دمشق، خليل هملو، أن قوات قسد استهدفت عدة أحياء مدنية في مدينة حلب، من بينها أحياء السريان، والجميليّة، والعزيزيّة، والهلك، إضافة إلى حي الأشرفية. وأوضح المراسل أن القصف طال أيضًا مستشفى الرازي، وهو المستشفى الوحيد في حي الشيخ مقصود، الذي لجأ إليه مئات المدنيين، مشيرًا إلى أن الاستهداف أثار مخاوف واسعة في أوساط السكان.
وأضاف المراسل أن محافظ حلب دعا المدنيين إلى التزام منازلهم والتوجه إلى الأحياء الآمنة، بعد استهداف شوارع رئيسية ومبانٍ حيوية، من بينها دوار الشر والملحق بمبنى التربية.
من جانبها، ذكرت وكالة "سانا" أن مدنيًا قُتل وأصيب آخرون جراء قصف قوات سوريا الديمقراطية للأحياء السكنية شمال حلب، مؤكدة أن القصف شمل نقاطًا لقوى الأمن الداخلي والجيش السوري باستخدام الرشاشات الثقيلة والقذائف.
وفي رد رسمي، أكدت وزارة الدفاع السورية أن قوات قسد هاجمت بشكل مفاجئ نقاط انتشار قوى الأمن الداخلي والجيش السوري في محيط حي الأشرفية، ونفت ما تروّجه وسائل إعلام قسد بشأن تعرض مواقعها لهجوم من الجيش السوري، مشيرة إلى أن الرد اقتصر على مصادر النيران التي استهدفت منازل المدنيين.
بدورها، أوضحت وزارة الداخلية السورية أن قوات قسد انسحبت بشكل مفاجئ من مواقع مشتركة، ثم أطلقت النار على الحواجز، ما أسفر عن إصابة عناصر من الأمن والجيش، إضافة إلى إصابات في صفوف الدفاع المدني ومدنيين، مؤكدة إغلاق طريق غازي عنتاب – حلب نتيجة الاستهداف المباشر.
وأفادت مصادر ميدانية بوصول أربع إصابات، بينهم امرأة وطفل، إلى مستشفى الرازي، إضافة إلى نزوح عشرات العائلات من الأحياء المتأثرة بالتصعيد نحو مناطق أكثر أمنًا، أبرزها الخالدية وشارع النيل.
وفي تحديث لاحق، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن قيادة أركان الجيش أصدرت أمرًا بإيقاف استهداف مصادر نيران قوات سوريا الديمقراطية، بعد تحييد عدد منها وتضييق بؤرة الاشتباك بعيدًا عن الأحياء السكنية. وأكدت أن الجيش السوري التزم بمهامه في حماية المدنيين، ولم يتخذ أي خطوات لتغيير خطوط السيطرة، مكتفيًا بالرد على مصادر النيران.
في المقابل، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية إيقاف المواجهات مع الجيش السوري.
سياسيًا، أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحفي مشترك في دمشق مع نظيره السوري أسعد الشيباني، أن قوات سوريا الديمقراطية لا تبدي نية حقيقية لتنفيذ اتفاق 10 مارس القاضي باندماجها في مؤسسات الدولة السورية، معتبرًا أن هذا الملف ما زال محل خلاف.
من جهته، أكد وزير الخارجية السوري أن الحكومة لم تلمس إرادة جدية من قوات قسد لتنفيذ الاتفاق، محذرًا من أن استمرار التعثر ينعكس على الاستقرار في شمال شرق البلاد.
ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع زيارة وفد تركي رفيع إلى دمشق يضم وزراء الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات، في إطار مباحثات تتعلق بالتنسيق السياسي والأمني بين البلدين.