الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الفرار إلى الموت.. قصص هاربين من ويلات الحرب لأنقاض الزلزال المدمر

  • مشاركة :
post-title
زلزال سوريا وتركيا

القاهرة الإخبارية - محمد صبحي

تهتز الأرض تحت أقدامهم، تتعالى الصرخات، المنازل تتساقط، واحدًا تلو الآخر، والضحايا كُثر، لكن عائلات ثلاث جمعهم خيط واحد، جميعهم هربوا من أوطانهم بحثًا عن الحياة، ولكن "الموت"، سبق وقال كلمته.

من فلسطين هرب عبد الكريم أبو جلهوم، رفقة أسرته؛ بحثًا عن الأمان، ذهب إلى تركيا وعاش هناك قبل نحو 12 عامًا، ومن العراق فرت رحاب أبو طلال وأسرتها قبل 6 سنوات، ومن سوريا هرب الكثيرون من براثن الحرب، لكنهم عادوا في أكياس سوداء.

سيدة تجلس على حطام المنازل بعد الزلزال

قبل 6 سنوات، فرت رحاب طلال وأسرتها من مدينة الموصل شمال العراق، هربًا من تنظيم "داعش"، وجهتهم كانت تركيا؛ بحثًا عن حياة أفضل، لكن الزلزال حصد سبعة من أفراد أسرتها، بينهم رضيع عمره أسبوع واحد وفق "رويترز".

لم تكن رحاب في المنزل الذي يعيش فيه والدها رفقة آخرين من أسرتها، والكائن في إقليم أديامان، بتركيا، وفور أن علمت بالكارثة، هرعت إلى هناك، لكنها وجدت المنزل قد سوي بالأرض.

أمام المبنى المنهار، وقفت لتشاهد جثامين سبعة من أسرتها لقوا حتفهم، قائلة: "انتفخت الجثامين، ولا تزال في الشارع، لم ينقلها أحد، إذ لم يدفنوهم هنا، فنحن نرغب في دفنهم في العراق".

ختمت "طلال" قصة عائلتها قائلة: "هربنا من الحروب لنموت في زلزال".

منازل دمرها الزلزال

أما أسرة الفلسطيني عبد الكريم أبو جلهوم، فهربت من الحرب في غزة، منذ نحو 12 عامًا، واستقرت في تركيا بحثًا عن الأمان، قبل أن يحصد الزلزال حياته هو وكل أفراد أسرته.

شقيقه "رمزي"، كشف تفاصيل قصته لـ"رويترز"، إذ هرب أخوه إلى تركيا ليبحث عن حياة أفضل، ويقول "عيلة بأكملها انشطبت من السجل المدني".

في أنطاكية، بدأ "أبو جلهوم" 50 عامًا، الذي كان يعمل سائقًا في غزة، حياته مجددًا، استقر هناك وعمل في مصنع للأخشاب، وعندها أرسل إلى أسرته "فاطمة 33 عامًا"، وأبنائهما "نورا وبراء وكنزي"، ليعيشوا معه في تركيا، وهناك أنجب "محمد".

تحكي أسرته، أنه انتقل إلى شقة جديدة، قبل ستة أشهر فقط، قبل أن ترى الأسرة صورتهم "تحت الحطام".

أظهرت الصورة "أبو جلهوم"، وهو يحتضن أطفاله، في محاولة لحمايتهم على ما يبدو.

ومن سوريا هرب الكثيرون بحثًا عن حياة أفضل هناك، قبل أن يعودوا جثثًا في أكياس سوداء.

داخل شاحنة، جثم حسين غندورة، وضع وجنته على كيس أسود، بين خمسة أكياس أخرى، بينها جثة ابنه "محمد" (16 عامًا)، ليودعه إلى مثواه الأخير.

أما صلاح النعسان "55 عامًا"، فقد حصد الزلزال حياة زوجة ابنه وحفيدتيه، فيما لا يزال ابنه في عداد المفقودين، وجلس ليترجى رجال الإنقاذ حتى يروا ما إذا كان الجنين في رحم زوجة ابنه المتوفاة لا يزال على قيد الحياة.