الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خامس أيام "الزلزال المدمر".. عمليات البحث تتواصل وأعداد الضحايا تتزايد

  • مشاركة :
post-title
عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض في كهرمان مرعش

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن ضحايا الزلزال المدمر في تركيا وسوريا، تحت أنقاض المنازل المنهارة، في درجات الحرارة أقل من درجة التجمد بجميع أنحاء المنطقة.

ومع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، تتزايد أعداد الضحايا، والتي تجاوزت بعد خمسة أيام من وقوع الكارثة، 23 ألف وفاة، وأكثر من 80 ألف مصاب، في تركيا وسوريا.

وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، وهي منطقة يقطنها أكثر من 13.5 مليون شخص، في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين الماضي.

خلف الزلزال وما أعقبه من هزات ارتدادية تجاوزت الـ 1500 هزة، دمارًا واسعًا في المنطقة، مع انهيار وتضرر آلاف المنازل، إذ قال وزير البيئة والتخطيط العمراني التركي مراد كوروم إن نحو 12 ألف مبنى في تركيا إما انهار أو تعرض لأضرار جسيمة.

المشارح والمقابر مكتظة بالموتى

وفى مشهد يعكس حجم الكارثة، اكتظت المشارح والمقابر بالجثث الملفوفة في البطانيات والبسط والأقمشة في شوارع بعض المدن في تركيا وسوريا.

وقالت وكالة إدارة الكوارث التركية، إنه تأكد وفاة 18991 شخصًا في الكارثة حتى الآن في تركيا، مع إصابة 75 ألفًا. لم يتم الإعلان عن أي أرقام عن عدد الذين أصبحوا بلا مأوى، لكن الوكالة قالت إنه تم إجلاء أكثر من 75 ألف ناجٍ إلى محافظات أخرى.

وتم تأكيد وفاة أكثر من 3300 شخص على الجانب الآخر من الحدود في سوريا التي مزقتها الحرب، ما يرفع العدد الإجمالي للضحايا إلى 23 ألف حالة وفاة.

ووفقا لمسؤولين أتراك والأمم المتحدة، فقد تضرر نحو 24.4 مليون شخص في سوريا وتركيا في منطقة تمتد على مسافة 450 كيلومترًا من أضنة في الغرب إلى ديار بكر في الشرق.

زلزال تركيا وسوريا بين أكثر الكوارث الطبيعية

ويصنَف الزلزال حاليا في المرتبة السابعة بين أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا هذا القرن، متجاوزًا زلزال وتسونامي اليابان عام 2011 ومقتربا من إجمالي ضحايا زلزال وقع في إيران المجاورة في 2003 وأودى بحياة 31 ألف شخص.

وتجاوز عدد قتلى الزلزال، الذي وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ "كارثة القرن"، أكثر من 18400 شخص لقوا حتفهم في زلزال 2011 قبالة فوكوشيما باليابان، والذي تسبب في حدوث تسونامي. ويقدر عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في زلزال بالقرب من أكبر مدن تركيا، إسطنبول، في عام 1999، بنحو 18 ألف شخص.

وكشفت اللقطات الجوية مدى الدمار الهائل الذي خلفه الزلزال الأخير في تركيا وسوريا، حيث تم تحولت الأبراج الشاهقة إلى معادن ملتوية وخرسانة مطحونة وأسلاك مكشوفة.

على الرغم من أن الخبراء يقولون إن الأشخاص المحاصرين يمكن أن يعيشوا لمدة أسبوع أو أكثر، فإن فرص العثور على ناجين في درجات الحرارة المنخفضة تتضاءل.

في كهرمان مرعش، المدينة الأقرب إلى مركز الزلزال، كانت قاعة رياضية بحجم ملعب كرة السلة بمثابة مشرحة مؤقتة لاستيعاب الجثث والتعرف عليها.

وواصل العمال عمليات الإنقاذ في كهرمان مرعش، لكن كان من الواضح أن العديد ممن حوصروا في المباني المنهارة قد لقوا حتفهم بالفعل. ونقلت "أسوشيتدبرس" عن أحد عمال الإنقاذ هناك يقول إن حالته النفسية آخذة في التدهور وأن رائحة الموت أصبحت أكثر من اللازم. وفى سوريا، يقول عمال الإنقاذ إن كثيرين لا يزالون تحت الأنقاض.

المساعدات الدولية

وعلى صعيد المساعدات الدولية، أعلن البنك الدولي عزمه تقديم 1.78 مليار دولار لتركيا في شكل تمويل للإغاثة والتعافي، سيتم إتاحة 780 مليون دولار منها على الفور. كما ستقدم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 85 مليون دولار كمساعدات إنسانية عاجلة لتركيا وسوريا.

وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان، إن 95 دولة عرضت المساعدة، وهناك بالفعل ما يقرب من 7000 من أفراد الإنقاذ من 60 دولة على الأرض. وقالت الوزارة إنه من المتوقع أن ترسل 19 دولة أخرى فرق إنقاذ.

وفي شمال غرب سوريا، وصلت 14 شاحنة مساعدات للمنطقة قادمة من تركيا إلى المنطقة، وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على توصيل المساعدات الإنسانية إلى سوريا، قائلًا إنه سيكون "سعيدا للغاية" إذا تمكنت الأمم المتحدة من استخدام أكثر من معبر حدودي لتقديم المساعدة. كما حثت الولايات المتحدة الحكومة السورية على السماح فورا بدخول المساعدات من جميع المعابر الحدودية، وأعفت واشنطن المساعدات من العقوبات المفروضة على دمشق.