الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

726 مليون دولار.. مخصصات حملات "غسل السمعة" في ميزانية الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
مظاهرات سابقة في عدة عواصم ومدن حول العالم طالبت بوقف مذابح الاحتلال في غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

خصصت إسرائيل ميزانية قدرها 2.35 مليار شيكل (726 مليون دولار) لدعم حملات دعائية مناصرة لدولة الاحتلال، وتحسين صورتها حول العالم، بعد الجرائم الوحشية التي اقترفها جيشها في حرب الإبادة لقطاع غزة.

وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أن وزيرى المالية والخارجية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش وجدعون ساعر، اتفقا على ميزانية قدرها 2.35 مليار شيكل (726 مليون دولار) لحملات المناصرة لإسرائيل، كجزء من ميزانية 2026 التي تم تقديمها أمس الجمعة.

وقالت الصحيفة إن الميزانية سيجرى استخدامها في حملات توعية عالمية بإسرائيل، مشيرة إلى أن الحكومة كانت خصصت بالفعل مليار شيكل لتلك الحملات الدعائية.

وإلى جانب زيادة الميزانية، وافقت الحكومة على اقتراح قدمه ساعر، بإنشاء وحدة للدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية، وبناء على ذلك سيتم تعيين رئيس لوحدة الدبلوماسية العامة في الوزارة، كما هو الحال مع رئيس الوحدة السياسية، وستنسق الوحدة عمل الوزارة في مجال الدعاية.

وقالت الحكومة الإسرائيلية، في بيانٍ، إن المخصصات الجديدة لحملة المناصرة ستستخدم أيضًا، من بين أمور أخرى، لتمويل الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتعاون مع منظمات المجتمع المدني، وإحضار وفود من القادة والمسؤولين المنتخبين والمؤثرين، وغيرهم إلى إسرائيل.

وسبق أن كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في أكتوبر الماضي، عن أن حكومة الاحتلال خصصت نحو 145 مليون دولار، لتمويل حملة رقمية بهدف تحسين صورتها على منصات التواصل الاجتماعى، وتطبيقات الذكاء الاصطناعى، في إطار أكبر حملة دعائية تنفذها منذ بدء الحرب على قطاع غزة.

وأطلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية واحدة من أكثر حملاتها الدبلوماسية العامة طموحًا في الولايات المتحدة منذ بدء الحرب على غزة، وفقًا لوثائق قدمت حديثا إلى وزارة العدل الأمريكية.

وكشفت الوثائق، المقدمة بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، أن إسرائيل تعاقدت مع شركة "كلوك تاور" الأمريكية في إطار جهد واسع النطاق للتأثير على الخطاب الإلكترونى، بما في ذلك أنظمة الذكاء الاصطناعي المولدة مثل "تشات جي بي تي".

وتركز الحملة، التي ينسقها مكتب الإعلان الحكومي وتنفذها شبكة "هافاس" الإعلامية، بشكل كبير على المنصات الرقمية، وتهدف الوزارة إلى أن يكون 80% على الأقل من المحتوى المنتج مصممًا خصيصًا لجمهور الجيل Z عبر منصات تيك توك وإنستجرام ويوتيوب والبودكاست.

ويعد هدف الظهور المحدد في العقد مرتفعًا بشكل غير معتاد لحملات التواصل الاجتماعي: 50 مليون ظهور شهريًا.

يأتي هذا المشروع في ظل تراجع دعم إسرائيل بين الشباب الأمريكي، فقد أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة جالوب، في يوليو أن 9% فقط من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا يؤيدون العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة. فى حين أظهر استطلاع آخر أجرته وزارة الخارجية الإسرائيلية، وإن كان أكثر إيجابية، أن 47% من الأمريكيين يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية.

في أعقاب هجوم "طوفان الأقصى" التي شنته الفصائل على مستوطنات غلاف غزة، اصطفت الحكومات الغربية خلف "إسرائيل"، عبر زيارات رسمية وأعلام مضيئة على المعالم.

ومع إصرار حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة على "إبادة غزة" بالقصف المتواصل والتجويع، تحول ذلك "التعاطف الغريزي" إلى موجة واسعة من الانتقاد والسخط، رصدتها استطلاعات رأي غير مسبوقة.

أظهر استطلاع أجرته مؤسسة "جالوب" الأمريكية في يوليو ،2025 أن 32% فقط من الأمريكيين يؤيدون العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو أدنى مستوى دعم شعبي منذ اندلاع الحرب.

أما في أوروبا، فقد بيَّن استطلاع آخر لمؤسسة "يوجوف" أن أقل من 20% من الألمان والفرنسيين والإسبان ينظرون لإسرائيل بإيجابية، مقابل أغلبية عبرت عن تحفظات أو عداء صريح، ورافق ذلك مظاهرات ضخمة ووسوم رقمية حولت الموقف الغربي إلى سردية نقدية موحدة ضد الاحتلال.