احتفى مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، برئاسة الفنان مازن الغرباوي، بالفائزين في مسابقاته الثلاث (عصام السيد للعمل الأول للشباب في نسختها السابعة ومسابقة أبو الحسن سلام للبحث العلمي في نسختها الخامسة ومسابقة وليد يوسف للتأليف المسرحي في نسختها التاسعة)، خلال ندوة أدارها الكاتب إبراهيم الحسيني شهدت حضورًا واسعًا من الفنانين وصناع المسرح.
بدأ الاحتفاء بمسابقة عصام السيد بحضور المخرج الكبير عصام السيد والفنان مفيد عاشور والفنان ميدو عادل وأعرب "السيد" عن سعادته الكبيرة بدعم الأجيال الجديدة، مشيرًا إلى أن تشجيعه الشباب نابع من امتنانه لأساتذته الذين دعموا بداياته وطالب الفائزين بمساندة الموهوبين حين يكبرون، مؤكدًا أن الجائزة ليست نهاية الطريق ولا تعني الأفضلية المطلقة.
وتحدث الفنان مفيد عاشور مؤكدًا أن الأجيال الجديدة تضم عددًا كبيرًا من الموهوبين في الإخراج والتمثيل، وأن الحركة المسرحية بخير إذا حصل الشباب على الفرصة الكاملة، مشيرًا إلى استمتاعه وميدو عادل ورانيا فريد شوقي بالعروض المشاركة وداعيًا الشباب إلى عدم فقدان الشغف.
وقال الفنان ميدو عادل إنه ممتن للمهرجان ولكل من يقدم فنًا حقيقيًا في أي مكان في العالم، معتبرًا أن أهم الشكر هو للأساتذة أصحاب الضمير الحقيقي، وأوضح أن مشاهدة أكثر من 80 عرضًا خلال المسابقة مؤشر قوي على ازدهار الحركة المسرحية.
وتحدث عدد من الفائزين ومنهم المخرج محمد فريد الحاصل على المركز الثالث عن عرض راشمون الذي اختار إخراجه لأنه يناقش نسبية الحقيقة، كما تحدث المخرج خالد فتحي السيد الحاصل على المركز الأول مكرر عن عرضه جزيرة العميان، مشيرًا إلى أن انطلاقته كانت من المسرح المدرسي وأنه يسعى دائمًا لتقديم عروض تعكس هويته الصعيدية.
وقال المخرج عبد الله صابر، الحاصل على المركز الثاني مكرر عن عرض "يمين في أول شمال" إنه مدين لأساتذته في المعهد العالي للفنون المسرحية، وإن عرضه يناقش معاناة المهمشين.
بينما عبر محمد أيمن الحاصل على المركز الثاني عن فخره بالجلوس إلى جوار المخرج عصام السيد، مؤكدًا أن عرضه "الأولاد الطيبون يستحقون العطف" يعبر عن السلام والحرية، بعد مشاركته في عدة مسابقات وحصوله على جوائز عديدة.
أما لبنى المنسي الحاصلة على المركز الأول عن عرض "الدور الأخير"، فأكدت أن حلم الإخراج كان يرافقها دائمًا وأنها تخوفت من التجربة في البداية إلا أنها وجدت دعمًا كبيرًا وعملت في عرضها على رصد الوجود الإنساني في ظل الحروب والحوادث البشعة في قالب عبثي.
وقال محمود عبد الواحد الفائز بالمركز الأول عن عرض "مصنع الملابس الجاهزة" إنه أراد التأكيد على أن العالم بلا فن يفقد جماله، وأن الفن قادر على جعل الحياة أكثر أملًا.
وانتقلت الندوة بعد ذلك للاحتفاء بالفائزة بمسابقة أبو الحسن سلام للبحث العلمي وهي الباحثة التونسية كافية أحمد بوزيد التي قدمت دراسة بعنوان "من الطقس إلى الدراما" تناولت فيها أثر الطقوس على تشكيل المشهد المسرحي، موضحة أن الطقس يمثل الجذر التاريخي لنشأة المسرح، بينما أكد الدكتور مدحت الكاشف أهمية الجائزة في دعم البحث العلمي ومواكبة الحركة المسرحية.
ثم جاء دور الاحتفاء بمسابقة وليد يوسف للتأليف المسرحي، بحضور الكاتب وليد يوسف والدكتورة أميرة الشوادفي والسيناريست محمود حمدان والدكتور سيد عبد الرازق، وأكد "يوسف" أن مشاركته في مسابقات النشر في بداياته ساعدته على الظهور متمنيًا للشباب مستقبلًا أفضل، بينما تحدثت الدكتورة أميرة الشوادفي عن تجربتها السابقة كفائزة وأن الجوائز كانت دافعًا كبيرًا لها، أما محمود حمدان فأعرب عن سعادته بالنصوص المشاركة التي تحمل موضوعات مهمة ورؤية فنية واضحة.
وأكد الدكتور سيد عبدالرازق أن النصوص تناولت قضايا إنسانية مهمة، منها قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيدًا بنصوص "يوم مثالي" و"سيليا" و"رجل يبحث عن نهاية".
وفي الختام، أُعلن الفائزون، إذ فاز محمد شاكر بجائزة نصوص مسرح الطفل عن نص "صندوق الأحلام" الذي يتناول قضية التنمر وتقبل الذات، وفاز محمد عبدالفتاح في فرع المونودراما عن نص "يوم مثالي"، وفازت دعاء جمال فهيم بجائزة النصوص القصيرة عن "رجل يبحث عن نهاية"، بينما حصلت إسراء محجوب على جائزة النصوص الطويلة عن نص "سيليا" الذي يدور في عام 2050 بعد انفجار نووي ليقدم صراعًا إنسانيًا داخل كبسولات تحت الأرض.