الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الصاروخ "الوحش".. الرسائل النووية في العرض العسكري الليلى لكوريا الشمالية

  • مشاركة :
post-title
العرض العسكري الليلي لكوريا الشمالية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

نظمت كوريا الشمالية عرضا عسكريا ضخما خلال الليل، أمس الأربعاء، حضره رئيس البلاد، كيم جونج أون، في إطار الاحتفالات بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الجيش الكوري الشمالي.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الخميس، أن كوريا الشمالية عرضت صواريخ باليستية عابرة للقارات، وأسلحة أخرى خلال عرض عسكري خلال الليل، واصفة إياها بأنها استعراض "لأكبر" قدرة هجوم نووي تملكه البلاد، حيث شمل العرض صواريخ ضخمة وشاحنات وقاذفات وآلاف الجنود.

وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن بيونج يانج استعرضت في العرض العسكري صواريخها الباليستية العابرة للقارات ذات القدرات النووية المتقدمة.

وأضافت الصحيفة أن العرض العسكري التي عدته وسائل الإعلام الكورية الشمالية دليلًا على أكبر قدرة هجوم نووي، جرى تنظيمه في ساحة "كيم إلى سونج" بالعاصمة بيونج يانج ليل الأربعاء.

وأظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية، صواريخ ضخمة وشاحنات، وقاذفات، وآلاف الجنود يستعرضون في الطريق الرئيسي بالساحة، وسط آلاف المشاهدين.

وعكفت وكالات المخابرات في الولايات المتحدة وحلفائها اليابان وكوريا الجنوبية، على تحليل هذا العرض العسكري الضخم لكوريا الشمالية، وذلك من أجل تقييم أحدث ما ضمته الترسانة العسكرية لبيونج يانج، وسط اندفاعها نحو ترسيخ وضعها كقوة نووية.

تضمن العرض مجموعة من الأسلحة ذات القدرة النووية، بما في ذلك الأسلحة التكتيكية القادرة على استهداف كوريا الجنوبية، والصواريخ البالستية العابرة للقارات التي تعتبر أسلحة أساسية تدعم سياسة الشمال المستمرة المتمثلة في "القوة مقابل القوة، والمواجهة الشاملة" ضد أعدائها.

وقال ليف-إريك إيزلي الأستاذ في جامعة إيهوا في سيؤول "هذه المرة، سمح كيم جونج أون لقوات كوريا الشمالية التكتيكية والصاروخية بعيدة المدى بالتحدث عن نفسها".

وأضاف: "الرسالة التي تريد بيونج يانج إرسالها دوليا لإثبات قدرتها على الردع وفرض القوة ستأتي على الأرجح في شكل اختبارات لصواريخ تعمل بالوقود الصلب وتفجير جهاز نووي مصغر".

"هواسونج-17" أكبر صاروخ باليستى عابر للقارات لدى كوريا الشمالية

وأظهرت الصور التي كشفت عنها وسائل الإعلام الكورية الشمالية، 11 صاروخًا باليستيًا من طراز"هواسونج-17" الذي يلقب بالصاروخ الوحش، ويعد أكبر صاروخ باليستي عابر للقارات لدى كوريا الشمالية، وله مدى يمكنه ضرب أي مكان في العالم تقريبًا، من بينها البر الرئيسي للولايات المتحدة برؤوس نووية. وخضع "هواسونج-17" للاختبار لأول مرة العام الماضي.

ونقلت وكالة "رويترز" عن الباحث الدفاعي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، جوزيف ديمبسي قوله على "تويتر"، إنه بعد عرض "هواسونج-17"، استعرضت كوريا الشمالية ما يبدو أنها أنظمة مماثلة في الحجم، ولكنها غير معروفة.

لكن أنكيت باندا، خبير السياسة النووية، في مؤسسة كارنيجى للسلام الدولي، قال إن ما ظهر في العرض ما بين 10 و12 صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات من طراز"هواسونج-17"، وهو عدد أكبر مما رأيناه من قبل.

وأضاف باندا أنه في حال تزويد مثل هذه الصواريخ الباليستية العابرة للقارات برؤوس حربية متعددة، فقد يكون هذا الرقم كافيًا لإغراق أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية الحالية. وتابع أن بعض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والتي ظهرت خلال العرض العسكري، مختلفة عن تلك التي ظهرت في عرض 2017.

عرض أول صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب

ويقول المحللون إن كوريا الشمالية عرضت أيضًا ما يمكن أن يكون نموذجًا أوليًا لصاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب، وهو إضافة جديدة مهمة لترسانة البلاد بعيدة المدى التي تستهدف البر الرئيسي للولايات المتحدة.

ووفق المحللين، يمكن أن يؤدي استخدام الوقود الصلب إلى تقليل وقت التحضير للإطلاق، مما يسمح للصواريخ بأن تكون أكثر قدرة على الحركة على الأرض. وحتى الآن، استخدمت جميع صواريخ كوريا الشمالية الباليستية العابرة للقارات التي تم اختبارها منذ عام 2017 وقودًا سائلًا.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الكوري الشمالي أشرف في ديسمبر الماضي، على إطلاق تجريبي لـ "محرك يعمل بالوقود الصلب عالي الدفع" لسلاح استراتيجي جديد قال إنه سيتم تطويره في "أقصر فترة زمنية". وقال الخبراء في ذلك الوقت إن هذا يشير على الأرجح إلى صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب.

ابنة الرئيس تحضر العرض العسكري

ومثّل العرض العسكري الليلي لكوريا الشمالية خامس ظهور علني معروف لابنة رئيس البلاد " كيم جو آي"، في أقوى تلميح حول خطط الخلافة الخاصة به. ونقلت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية عن محللين، إن قرار "كيم" بإحضار ابنته إلى المناسبات العامة المرتبطة بجيشه هو لتذكير العالم بأنه لا ينوي تسليم أسلحته النووية طواعية، وهو ما يراه على ما يبدو أقوى ضمان لبقائه وتمديد حكم عائلته.

وذكرت الصحيفة إن "كيم جو آى" التي يُعتقد أنها تبلغ من العمر 10 سنوات، تعد أول طفلة لكيم تدخل إلى دائرة الضوء العام، حيث حضرت الأحداث الرئيسية واختبارات الصواريخ الرئيسية إلى جانب والدها. وقد شاركت في اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات في نوفمبر، ورافقت والدها في اجتماع مع علماء عسكريين وتفتيش صاروخي.

ولفتت الصحيفة إلى أن الوصف النبيل الذي أوردته وسائل الإعلام الحكومية لـ"كيم جو آي" التي لُقبت بـ "النبيلة" و"المحبوبة"، قد أثار جدلًا حول ما إذا كان يجرى تجهيزها لخلافة والدها.

وجاء العرض العسكري غير المسبوق في أعقاب تعهد "كيم" المتجدد بمضاعفة مساعيه النووية لدخول عام 2023. وقال الرئيس الكوري الشمالي في خطابه أمام العرض، إنه "أعظم شرف له" ويسعده أن يكون القائد الأعلى لجيش "يلبي نداء العصر والتاريخ كأقوى جيش في العالم".

ولم تذكر تقارير وسائل الإعلام الرسمية حول زيارة كيم للقوات أي تعليقات تم الإدلاء بها تجاه واشنطن أو سيؤول. لكن صحيفة "رودونج سينمون" الرسمية في بيونج يانج، قالت في افتتاحية اليوم الخميس، إن جيش كوريا الشمالية مستعد لتوجيه ضربة قوية للغاية لا يمكن تصورها في مواجهة تهديدات العدو.

وأضافت الصحيفة إن اختبارات الأسلحة والتدريبات القتالية المكثفة التي أجرتها كوريا الشمالية العام الماضي كانت مظاهر ناجحة لـ "القوة العسكرية الساحقة" التي تدعم العقيدة النووية التصعيدية لبيونج يانج، ومبدأها المتمثل في "القوة مقابل القوة، والمواجهة الشاملة" ضد الأعداء.

وخلال مؤتمر سياسي كبير في ديسمبر الماضي، دعا كيم إلى "زيادة هائلة" في عدد الرؤوس الحربية النووية في البلاد، والإنتاج الضخم للأسلحة النووية التكتيكية في ساحة المعركة التي تستهدف كوريا الجنوبية "العدو" وتطوير صواريخ باليستية أكثر قوة عابرة للقارات يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة.

وحذرت وزارة الخارجية الكورية الشمالية الأسبوع الماضي، من استعدادها لمواجهة التحركات العسكرية الأمريكية بـ "القوة النووية المتنامية"، حيث أدانت الخطط الأمريكية لتوسيع تدريباتها المشتركة مع كوريا الجنوبية ونشر أصول عسكرية أكثر تقدمًا مثل قاذفات القنابل وحاملات الطائرات في المنطقة.