ــ إنجي البستاوي: ليس كل ممثل قادرًا على الارتجال
قدّمت الدكتورة إنجي البستاوي ماستر كلاس استثنائية بعنوان "الارتجال ما بين التعليم والفطرة الإنسانية"، في إطار فعاليات النسخة الـعاشرة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي، وسط حضور كبير وتفاعل لافت من المشاركين الذين امتلأت أعينهم بشغف السؤال والاكتشاف.
استعرضت إنجي البستاوي محطات من تجربتها، موضحة أن رسالتها للدكتوراة تناولت هذا الفن الصعب والعميق، مؤكدة أن الارتجال ليس“فنًا مكتسبًا فقط بل فطرة إنسانية يولد بها الفرد وتتشكّل تبعًا للتربية والثقافة والسياق الاجتماعي.
أوضحت أن الطفل يمارس الارتجال بشكل تلقائي وبلا وعي، لكن القيود الاجتماعية والعادات قد تحدّ من هذه القدرة تدريجيًا. وقالت إن المجتمعات المنفتحة تدعم الارتجال بطبيعتها، بينما تواجه المجتمعات المنغلقة صعوبات في بدايته، مشيرة إلى أن التحرر النفسي شرط أساسي لنجاح أي ممثل في التعامل مع هذا الفن.
تصحيح مفاهيم خاطئة
فنّدت البستاوي عددًا من المفاهيم المغلوطة الشائعة، من بينها اعتبار الارتجال مجرد كسر للنص أو أنه حكر على الكوميديا. وأكدت أن جذور الارتجال ممتدة في تاريخ المسرح منذ كوميديا "ديلارتي" التي اعتمدت على "قوالب" وشخصيات ثابتة، وأن رواد المسرح العالمي كتبوا كثيرًا عن أهميته في تشكيل وعي الممثل وتحرير أدواته.
واستعرضت نماذج لمدارس استخدمت الارتجال كأساس، منها: ستانسلافسكي وهو دفع الممثل للعيش داخل ظروف واقعية، جروتوفسكي: مسرح الشارع والتفاعل مع الجمهور، وأوجست بوال وهو الارتجال كوسيلة للتعبير السياسي وتحرير المخاوف.
تدريب على المصالحة مع الذات
تحدثت البستاوي عن عناصر الارتجال الأساسية مثل الطلاقة، والمرونة، وحل المشكلات. وأشارت إلى أن الارتجال التراجيدي أصعب من الكوميدي لأنه يكشف عيوب الذات ويعمل على مصالحتها تدريجيًا، مؤكدة أن الارتجال عملية توازن دقيقة بين الوعي واللاوعي.
كما أوضحت أن تقييم المشهد الارتجالي يستند إلى عناصر محددة: الإيقاع، والدراما، والمكان، والزمان، إضافة إلى الفعل ورد الفعل.
يقام المهرجان تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، ووزارة السياحة والآثار، والهيئة العامة للتنشيط السياحي، في إطار رؤية وطنية تدعم الفعاليات الثقافية وتعزز الدور الحضاري لمصر على خريطة السياحة العالمية.
وتتولى إدارة الدورة العاشرة الدكتورة إنجي البستاوي، وتحمل الدورة اسم الفنانة إلهام شاهين، فيما يرأس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، وتحمل الرئاسة الشرفية سيدة المسرح العربي الراحلة سميحة أيوب.