في إطار فعاليات النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، شهد اليوم عرض الفيلم الوثائقي "ثريا حبي" في عرضه العالمي الأول، ضمن المسابقة الدولية للمهرجان، ليُعد واحدًا من أبرز محطات البرنامج الوثائقي هذا العام.
يمزج الفيلم بين الأرشيف وتأملات الذاكرة، ليقدم رحلة عميقة تتتبع فيها الممثلة ثريا بغدادي مسار حياتها مع زوجها المخرج اللبناني الراحل مارون بغدادي، مقدمة رؤية إنسانية عن ذلك الحب الذي يواصل إشعاعه رغم غياب صاحبه، ويعيد الفيلم سرد علاقة شكلت أحد أجمل فصول حياتها، كاشفة عن ذلك الجمال الموجع للحب الذي يستمر حتى في صمت الغياب.
ومن خلال سرد بصري وشعري، تتقاطع السيرة الذاتية لثريا مع الإرث السينمائي الكبير لزوجها مارون بغدادي، أحد أبرز المخرجين العرب الذين وثّقوا الحرب الأهلية اللبنانية، عبر أعمال بارزة من بينها فيلم "حروب صغيرة" (1982)، الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي.
الفيلم يحمل توقيع المخرج والكاتب نيكولا خوري، ومن بطولة ثريا بغدادي، بمشاركة كتابية تجمع بينها وبين خوري، إضافة إلى رسائل مارون بغدادي التي تشكل جزءًا أصيلًا من النسيج السردي للعمل.
قصة ذاتية بروح صادقة
وتحدثت ثريا بغدادي عن تجربتها قائلة في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية": "لم أكن أنوي تقديم قصة حياتي في فيلم، لكن شيئًا داخليًا كان يدفعني تجاه هذه الحكاية، حيث أردت أن أشاركها مع الناس، لذلك خضت التجربة، وأتمنى أن تصل إلى الجمهور كما شعرت بها".
وأضافت: "الفيلم لم يكن سهلًا على الإطلاق، لكنني كنت مصممة على أن يرى النور، وحرصت على تقديم كل ما يلزم ليخرج بالشكل الذي نرغب فيه جميعًا".
وأعربت بغدادي عن سعادتها الكبيرة بعرض الفيلم في مصر ضمن مهرجان القاهرة السينمائي، مؤكدة: "غمرتني سعادة عظيمة حين علمت بأن العرض العالمي الأول سيكون في المسابقة الدولية للمهرجان، فأنا متحمسة جدًا لاكتشاف رد فعل الجمهور المصري".
رحلة إنتاج شاقة
من جانبها، أعربت المنتجة جنا وهبي عن فخرها بالمشاركة في المهرجان، وقالت في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية": "أنا متحمسة لوجودي في مهرجان القاهرة بفيلم يحكي قصة ثريا، ومتحمسة بالقدر نفسه لمعرفة رد فعل الجمهور المصري تجاه هذا العمل".
وكشفت وهبي عن أبرز التحديات التي واجهت عملية الإنتاج، قائلة: "تحمسنا للقصة منذ لحظتها الأولى، خاصة أن ثريا كانت ترغب في تقديم حكاية شخصية وخاصة للغاية، لكن الطريق لم يكن سهلًا، فكان التمويل واحدًا من أهم العقبات، واستغرقت مراحل التحضير وقتًا طويلًا قبل الحصول على دعم من جهات مختلفة ليبصر الفيلم النور. ورغم كل الصعوبات، كانت التجربة ممتعة وملهمة بالنسبة لنا جميعًا".