الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اليابان في ورطة اقتصادية بسبب الصين.. وحراك دبلوماسي لحل الأزمة

  • مشاركة :
post-title
علما الصين واليابان

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

كشفت صحيفة "ماينيتشي" اليابانية أن التحذيرات الصادرة عن وزارات "الخارجية، والتعليم والثقافة، والسياحة" الصينية، تُمثل تهديدًا حقيقيًا لقطاع السياحة في اليابان، إذ يُشكل الصينيون أكبر شريحة من الزائرين.

وفي 14 و16 نوفمبر الجاري، أصدرت الوزارات الصينية الثلاث تحذيرات متتالية للمواطنين بتجنب السفر أو الدراسة في اليابان في الأجل القريب في تصعيدٍ لخلاف أثارته تصريحات لرئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي ألمحت فيها إلى احتمال تدخل طوكيو في حال نشوب صراع عسكري حول تايوان.

يمثل هذا الإجراء أول رد انتقامي كبير تتخذه بكين في إطار الخلاف، وجاء على خلفية تصريحات أدلت بها تاكايشي الأسبوع الماضي بأن استخدام القوة العسكرية في أي نزاع متعلق بتايوان يمكن اعتباره "وضعًا يهدد بقاء الدولة"، وهو تصنيف يمنح اليابان تبريرًا قانونيًا للتدخل.

خسائر 2.2 تريليون ين

وذكرت وكالة الأنباء اليابانية "كيودو"، أن التحذيرات قد تتسبب بخسائر تصل إلى 2.2 تريليون ين، وانخفاض يبلغ 0.36% من الناتج المحلي الإجمالي الياباني، ما سينعكس سلبًا على التجارة والأنشطة الاقتصادية بين البلدين.

وتشير وسائل إعلام يابانية إلى أن المطالب الداخلية في الصين لاتخاذ إجراءات مضادة ضد اليابان تتصاعد بسرعة، وأن الخطوات التي اتخذتها بكين حتى الآن "فاجأت طوكيو وتجاوزت توقعاتها".

وتأتي تلك التحركات الصينية المضادة في أعقاب تصريحات أدلت بها رئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكايتشي، في البرلمان بشأن تايوان أثارت موجة من الردود القوية في الصين، تخللتها تحذيرات رسمية للمواطنين من السفر أو الدراسة في اليابان، وإشارات من الإعلام الصيني إلى أن بكين باتت "جاهزة لاتخاذ إجراءات مضادة فعلية".

وفي السياق ذاته؛ قال مسؤول حكومي ياباني لوكالة "كيودو": "نحن الآن عند مفترق طرق. وإذا استمرت الأزمة في التدهور، فقد تتطور إلى إجراءات اقتصادية عقابية".

دبلوماسي ياباني في الصين

ورغم الجدل المتصاعد، تواصل "تاكايتشي" رفض التراجع عن تصريحاتها، مؤكدة عدم نيتها سحبها. ونقلت "كيودو" عن مصادر حكومية قولها إن "الرجوع عن الموقف غير وارد"، في وقت تزداد فيه مخاوف طوكيو من احتمال لجوء الصين إلى إجراءات أكثر صرامة، مثل تقييد صادرات المعادن النادرة.

وتنقل وسائل إعلام يابانية أن الحكومة تسعى لعقد حوار رفيع المستوى مع الصين لتخفيف حدة التوتر، "لكن الطريق ما يزال صعبًا". إلا أن هيئة الإذاعة اليابانية "NHK" أفادت بأن مدير الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية اليابانية، كاناي ماساكي، سيزور الصين اليوم الاثنين، لعقد اجتماع مع مدير إدارة آسيا في وزارة الخارجية الصينية.

وخلال الزيارة، سيؤكد "كاناي" أن تصريحات "تاكايتشي" لا تغير موقف اليابان الرسمي، وسيطلب عدم السماح للخلافات بالتأثير على تبادل الأفراد بين البلدين.

الأسهم اليابانية تنحدر

وتشير بيانات وكالة السياحة اليابانية إلى أن الصينيين زاروا اليابان 7.49 مليون مرة بين يناير وسبتمبر، ما يجعلهم الفئة الأكثر تأثيرًا على السوق اليابانية.

وتوقعت وكالة "جيجي" اليابانية أن تتخذ الصين "إجراءات إضافية" قريبًا، ما سيؤدي بالضرورة إلى تبريد واضح في العلاقات الثنائية. ووفقًا لبيانات الحكومة اليابانية، فإن النمو المتوقع لعام 2025 يبلغ 0.6% فقط، فيما يرى الخبير الاقتصادي تاكاهايد كينو، أن تراجع السياحة الصينية وحده قد يمحو أكثر من نصف هذا النمو.

وشهد أسهم شركة مستحضرات التجميل "شيسيدو" انخفاضًا بنسبة 11.4%، اليوم الاثنين، بينما وصل انخفاض سهم شركة كوس إلى 3%. وانخفض سعر سهم شركة بان باسيفيك إنترناشونال هولدينجز، المشغلة لمتجر دون كيشوت، بنسبة 9.7%، الانخفاض الذي وصفته بلومبرج بأنه "الأكبر منذ أغسطس 2024". وخسرت شركة فاست ريتيلنج، الشركة الأم لعلامة يونيكلو التجارية للملابس 6.9%.

كما انخفض سعر سهم شركة إيسيتان ميتسوكوشي، المشغلة لمتاجر التجزئة، بنسبة 12%، في حين شهدت شركات أخرى مشغلة لمتاجر التجزئة انخفاضًا في أسعار أسهمها، بما في ذلك شركة تاكاشيمايا وشركة جيه فرونت ريتيلنج، اللتين خسرتا أكثر من 6% على التوالي، وفقًا لبلومبرج.

إلى جانب قطاع التجزئة، انخفضت أسهم شركات السياحة أيضًا. على سبيل المثال، شهدت شركة أورينتال لاند، مشغلة منتجع ديزني طوكيو الترفيهي، انخفاضًا بنسبة 5%.

كما تأثرت أسهم شركات النقل أيضًا. فقد بلغت خسارة سهم شركة الخطوط الجوية اليابانية القابضة ANA نحو 3.8%. وانخفضت أسهم شركة سكك حديد وسط اليابان بنحو 3%، وشركة الخطوط الجوية اليابانية بنحو 4%.

أما بالنسبة لأسعار الإقامة، فانخفضت أسهم شركة كيوريتسو للصيانة، سلسلة الفنادق، بنسبة تصل إلى 8.9%.