قال وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني، إن سوريا لم تعد دولة هامشية بل أصبحت مهمة لكل دول العالم، مشددًا على أن الحكومة السورية تعمل على مدار الساعة لتعريف العالم بـ"سوريا الجديدة".
جاء ذلك خلال جلسة حوارية عقدها الشيباني في معهد تشاتام هاوس بلندن، اليوم الخميس، إذ تحدث عن العلاقات الخارجية والداخلية والتحديات الإقليمية.
العلاقات الدولية وتثبيت الاستقرار
واستعرض "الشيباني" تطور علاقات سوريا الدولية الأخيرة، لافتًا إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة تسير "بشكل جيد جدًا" وستنعكس على كامل المنطقة.
وفي سياق زيارته لبريطانيا وإعادة افتتاح السفارة السورية، أكد الوزير السوري، أن هناك ملفات مهمة جدًا مع بريطانيا، وأن سوريا تسعى للاستفادة من الفرصة التاريخية لترسيخ هذه العلاقات، مشددًا على أن السفارة التي أُعيد فتحها في لندن ستخدم مصالح السوريين ولن تعود مقرًا للاستخبارات.
وأشار وزير الخارجية السوري إلى التقدم الذي أحرزته الحكومة في كسب الثقة الدولية: "خلال 11 شهرًا غيّرنا نظرة العالم حول سوريا، وأزلنا المخاوف التي كانت موجودة.. لا يجب أن نفوت الفرصة السانحة حاليًا بالنسبة لسوريا والسوريين".
التدخل الإسرائيلي
وتطرق "الشيباني" إلى الأحداث الأخيرة في محافظتي السويداء والساحل، قائلًا "إن لهما سياقات مختلفة وشكلت تحديات كبيرة للحكومة السورية".
وأشار إلى أن أحداث الساحل كانت "مفتعلة من فلول النظام السابق"، والحكومة السورية لا تقبل التجاوزات التي ارتُكبت، وأن أحداث السويداء نشأت بسبب تراكمات اجتماعية تحولت إلى صدامات "فجرها تدخل إسرائيل"، مؤكدًا أن الحكومة تعمل بروية لاحتواء الأزمة، وأن هناك أطرافًا في المحافظة لا ترغب في التسوية، والحكومة أوصلت 70 قافلة مساعدات إلى السويداء.
وفيما يخص الدور الإسرائيلي، أكد وزير الخارجية السوري، أن إسرائيل تلعب دورًا سلبيًا في سوريا وغير راضية عن التغيير الذي حصل، وواصلت انتهاكاتها في الأراضي السورية، لكن الحكومة لم تنجر للاستفزاز وحاولت الرد بالدبلوماسية.
المرحلة الانتقالية
وصف "الشيباني" سوريا بأنها "منهكة وتمر بمرحلة انتقالية"، وبحاجة لوقت للتعبير عن نفسها، مضيفًا: "نطمح أن تصبح دولة يؤمن بها أبناؤها وألا تكون بعيدة عنهم".
وفيما يخص البناء السياسي الداخلي، أكد وزير الخارجية السوري، جهود الحكومة لتوفير مناخ سياسي صحي، وأن سوريا دولة جمهورية تعتمد على انتخابات شاملة، وستكون هناك انتخابات رئاسية وبرلمانية بمشاركة جميع السوريين.
وقال: "نعتقد أن نجاح التجربة السورية يعتمد على التعايش وبناء الثقة ونبذ الطائفية التي كان يزرعها النظام البائد".
وأكد "الشيباني" العمل على تعزيز التعددية في الحكومة والوزارات والمجتمع، وعلى ترميم الدستور والقوانين بطريقة مدروسة بعد الحفاظ على ثقافة المؤسسات.