شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، موجة من الغارات الجوية على جنوب لبنان، زاعمًا أنها تستهدف مواقع عسكرية لحزب الله.
ونفذ جيش الاحتلال تهديداته، إذ أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية بأن "العدو الإسرائيلي نفذ تهديده بقصف بلدة عيتا الجبل، وشن غارة من طيرانه الحربي".
ووجه متحدث باسم جيش الاحتلال، إنذارات عاجلة لسكان قرى الطيبة، وطير دبا، وعيتا الجبل، وكفر دونين، وبلدة زوطر الشرقية، طالبًا منهم الإخلاء الفوري والابتعاد عن مبانٍ محددة بالخرائط المرفقة.
وزعم جيش الاحتلال أن القصف يستهدف "التعامل مع محاولات حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة"، وأن أوامر الإخلاء تخص فقط "سكان المباني المحددة في الخرائط والمجاورة لها"، نافيًا إصدار بيان لإخلاء واسع النطاق.
رفض الابتزاز
جاء التصعيد الإسرائيلي بالتزامن مع إصدار حزب الله بيانًا شدد فيه على موقفه الرافض للتفاوض تحت التهديد، مؤكدًا حقه المشروع في مقاومة الاحتلال والوقوف إلى جانب الجيش اللبناني والشعب وحماية سيادة بلادهم.
وأضاف حزب الله، أن لبنان "ليس معنيًا على الإطلاق بالخضوع للابتزاز العدواني، والاستدراج نحو تفاوض سياسي مع العدو الصهيوني"، مشددًا على أن لبنان معني حاليًا بوقف العدوان بموجب نص إعلان وقف إطلاق النار.
تطورات ميدانية وسياسية
وتشن إسرائيل غارات يومية على لبنان بزعم استهداف مواقع تابعة لحزب الله، رغم دخول الهدنة، التي توسطت فيها الولايات المتحدة حيز التنفيذ، نوفمبر 2024. وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بتحليق مُسيّرات إسرائيلية في أجواء بيروت على ارتفاع منخفض.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنها "لن تسمح لأن يُمثل حزب الله تهديدًا لإسرائيل".
وكانت التطورات سُبقت بقرار من الرئيس اللبناني جوزاف عون، الذي أصدر الأسبوع الماضي، تعليمات للجيش بمواجهة أي توغل إسرائيلي في جنوب لبنان.
اتفاق وقف النار في لبنان
يذكر أنه 27 نوفمبر 2024، بدأ وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل. ومع ذلك تشير البيانات الرسمية إلى أن تل أبيب خرقته أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن أكثر من 239 شهيدًا و551 جريحًا.
وشنَّ جيش الاحتلال شن عدوانًا على لبنان، 8 أكتوبر 2023، تحوّل إلى حرب واسعة النطاق 23 سبتمبر 2024، وأسفر عن سقوط أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.
وفي تحدٍ واضح للاتفاق، يواصل جيش الاحتلال، احتلال 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى يحتلها منذ عقود، وهو ما يزيد من حالة التوتر في المنطقة ويثير مخاوف من تصعيد أكبر.