زار رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، اليوم الأحد، مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على رأس وفد رسمي رفيع المستوى، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى القاهرة.
في مستهل زيارته، التقى نواف سلام والوفد المرافق الأمين العام، أحمد أبو الغيط، حيث تم التباحث في مستجدات الأوضاع على الساحتين اللبنانية والإقليمية، لا سيما جهود الحكومة اللبنانية في استعادة سيادة الدولة وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، وكذلك الإصلاحات المالية والإدارية التي تعمل على إنجازها.
كما ألقى "سلام" كلمة أمام المندوبين الدائمين للدول الأعضاء، حيث أكد على أهمية إحياء وتعزيز مشروع التكامل العربي المشترك، وتحويل الجامعة العربية من رمز للوحدة العربية إلى أداة استراتيجية لمواجهة تحديات المرحلة والمساهمة في صنع القرار الدولي.
وأكد "سلام" أن الجامعة العربية، التي تُعتبر أقدم منظمة دولية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، تجسّد الذاكرة المؤسسية للعرب وإرادتهم في صنع المستقبل من خلال العمل الجماعي. وأشار إلى أنّ العالم تغير، وتغيّرت معه أدوار المنظمات الإقليمية، ما يفرض على الجامعة العربية ودولها الأعضاء أن تكون حاضنة فعلية للتكامل العربي في مجالات الأمن والاقتصاد والمعرفة والتكنولوجيا والتنمية المستدامة.
تطرق "سلام" في كلمته إلى تطورات القضية الفلسطينية، حيث شدّد على أن القضية الفلسطينية تظل جوهر الضمير العربي والقضية الأم، داعيًا إلى ضرورة العمل الجاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ورفض التهجير أو التوطين، والتأكيد على ضرورة دعم وكالة الأونروا كرافعة للاستقرار والعدالة.
أما على الصعيد الإقليمي، فقد دعا "سلام" إلى مقاربة شاملة لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تشمل الأمن الغذائي والمائي والسيبراني والبيئي، مشددًا على ضرورة اعتماد الدبلوماسية المائية كركن أساسي من أركان الأمن القومي العربي.
وفي الشأن اللبناني، عرض مسار الإصلاح والسيادة الذي تنتهجه الدولة، مذكّرًا بالتزام لبنان باتفاق الطائف وقرار مجلس الأمن 1701، وبسعيه لاستعادة سيادته ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، ومؤكداً على تمسك لبنان بانتهاج سياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ورفضه لأي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، مع الحرص على بناء علاقات استراتيجية مع الدول العربية.
واختتم "سلام" كلمته بالتأكيد على أن العالم العربي لا ينقصه الموارد بل الإرادة المشتركة، داعيًا إلى تحويل التحديات إلى فرص، وبناء شراكات مستدامة من خلال تفعيل المؤسسات العربية القائمة وربطها بمشاريع استراتيجية، معتبراً أن المصلحة العربية المشتركة هي الطريق نحو نهضة عربية شاملة تعيد للعرب دورهم الحضاري العالمي.
وفي ختام الزيارة، اصطحب الأمين العام الرئيس سلام والوفد المرافق في جولة داخل المعرض المتحفي الذي تنظمه الأمانة العامة بمناسبة ذكرى مرور ثمانين عامًا على تأسيس الجامعة العربية.