استطاع المخرج ومدير التصوير المصري مازن المتجول أن يوقّع اسمه على واحد من أضخم الأحداث في تاريخ مصر الحديث، وهو حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي خطف أنظار العالم بجماله البصري وتنظيمه الدقيق، جامعًا بين عبق الحضارة المصرية القديمة وسحر التكنولوجيا الحديثة.
منذ بداياته، لم يكن "المتجول" مجرد مدير تصوير تقليدي، بل صاحب رؤية تسعى لابتكار لغة بصرية خاصة، فقد بدأ رحلته الفنية كأصغر مدير تصوير في مصر بعمر 23 عامًا، عندما تولى تصوير أول أفلامه الروائية الطويلة "الحاسة السابعة"، وبعد تخرجه في المعهد العالي للسينما عام 2004 سرعان ما لفت الأنظار بتميزه الفني والتقني، ليصبح أحد أبرز الأسماء في جيله، ليضع بصمته على إخراج أحداث مصرية عالمية مثل موكب المومياوات ثم افتتاح المتحف المصري الكبير.
كشف المتجول، لموقع "القاهرة الإخبارية"، كواليس توليه إخراج الجزء البصري من افتتاح المتحف المصري الكبير، موضحًا أنه كان مسؤولًا عن التصوير الخارجي في عدد من الدول خارج مصر، إضافة إلى جزء من إخراج العرض الحي على المسرح، مع المخرج أحمد المرسي.
وأوضح أن ثمة علاقة صداقة قوية تجمعه مع أحمد المرسي منذ سنوات طويلة، مشيرًا إلى أن البث المباشر للحفل تولاه المخرج هاني مهنا.
وأكد أن التحضيرات للحدث بدأت قبل شهور طويلة منذ نحو عشرة أشهر إلى عام كامل، وأنهم بذلوا مجهودًا كبيرًا للغاية في تصوير الكثير من المشاهد، واستغرقت عملية التصوير في الخارج قرابة شهرين، حيث جرى تصوير مقطوعات موسيقية متنوعة في عدة دول، من تصميم الموسيقار هشام نزيه الذي قدّم موسيقى "جذابة ومبهرة".
أشار "المتجول" إلى أنه انتابته مشاعر الفخر والسعادة للمشاركة في هذا الحدث الضخم العالمي، ليكون جزءًا من منظومة كبيرة عملت على تقديم حفل الافتتاح، الذي سبقها فترات طويلة من التحضير.
وأضاف المخرج المصري أن الهدف من العمل كان مزج روح المتحف العريقة بالتكنولوجيا الحديثة من خلال عرض بصري وثقافي متكامل يجمع بين العرض المسرحي والإضاءة والمؤثرات المرئية، لتقديم تجربة تعليمية وتثقيفية ممتعة.
وأعرب مازن المتجول عن فخره الكبير بالمشاركة في هذا الحدث العالمي، مؤكدًا أن ما تحقق كان ثمرة جهود مصرية خالصة، إذ شارك في العمل كوادر وطنية أثبتت قدرتها على المنافسة عالميًا.
واختتم حديثه بالتأكيد أن هذه التجربة تمثل إضافة مهمة لمسيرته الفنية بعد نجاحه في إخراج موكب المومياوات الملكية الذي أبهر العالم وأثبت أن الفن المصري قادر على الجمع بين الأصالة والابتكار في آن واحد.