هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس باستهداف العاصمة اللبنانية بيروت مجددًا، في ظل التصعيد العسكري المتصاعد على الجبهة الشمالية، مضيفًا أن الرد الإسرائيلي سيكون عنيفًا في حال أقدم حزب الله على إطلاق النار تجاه أي مستوطنة في الشمال.
وقال "كاتس"، في تصريحات نقلتها القناة الإسرائيلية الـ14، إنه أبلغ المسؤولين الأمريكيين مورجان أورتاجوس وتوم براك بهذا الموقف الصريح، مشيرًا إلى أن واشنطن أكدت له أن الحكومة اللبنانية ستعمل على نزع سلاح حزب الله.
وزعم أن تل أبيب تهيئ الأجواء وتمنح فرصة للجهود السياسية، لكنها في الوقت نفسه "لا تتوقف عن الهجوم"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يواصل قصفه في عمق الأراضي اللبنانية.
وأشار كاتس إلى أن نحو 300 عنصر من حزب الله قُتلوا منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، لافتًا إلى أن الإجراءات الأمنية المشددة في الشمال ستستمر، وأن القوات الإسرائيلية "لن تغادر المنطقة لأنها حدود المواجهة".
وختم الوزير الإسرائيلي بالقول إن العمليات الحالية منحت الجليل هدوءًا غير مسبوق منذ نحو عشرين عامًا، مؤكدًا أن إسرائيل "سترد بقوة على أي اعتداء محتمل".
تحذير أمريكي
من جانبه، أشار المبعوث الأمريكي توم براك في وقت سابق اليوم إلى أن "آلاف الصواريخ المنتشرة في جنوب لبنان لا تزال تشكّل تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل".
ودعا "براك" إلى معالجة هذا الملف عبر تفاهمات تضمن الأمن والاستقرار على جانبي الحدود.
وشدد المبعوث الأمريكي على أن إسرائيل قد تردّ وفقًا للتطورات، مؤكداً أن القيادة اللبنانية "صامدة لكن عليها التقدم أسرع بشأن حصر سلاح حزب الله".
وفي 27 نوفمبر 2024، بدأ وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل. ومع ذلك تشير البيانات الرسمية إلى أن تل أبيب خرقت هذا الاتفاق أكثر من 4500 مرة، ما أسفر عن أكثر من 239 شهيدًا و551 جريحًا.
وشنَّ جيش الاحتلال شن عدوانًا على لبنان في 8 أكتوبر 2023، تحوّل إلى حرب واسعة النطاق في 23 سبتمبر 2024، وأسفر عن سقوط أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.
وفي تحدٍ واضح للاتفاق، يواصل جيش الاحتلال احتلال 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى يحتلها منذ عقود، وهو ما يزيد من حالة التوتر في المنطقة ويثير مخاوف من تصعيد أكبر.