الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تمثال "الكوبرا".. رمز السيادة يسطع مجددا في افتتاح المتحف المصري الكبير

  • مشاركة :
post-title
تمثال أثري الكوبرا المصرية

القاهرة الإخبارية - إسلام عيسي

تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير، اليوم السبت، الذي يُعد أضخم صرح حضاري وثقافي في العالم، تناول الدكتور عاطف محمد كامل أحمد أستاذ الحياة البرية بجامعة عين شمس وسفير النوايا الحسنة وخبير التنوع البيولوجي ببرنامج الأمم المتحدة للتنمية، رمزية أفعى الكوبرا المصرية في الحضارة الفرعونية، ودورها كأحد أهم رموز السيادة والحماية لدى المصريين القدماء.

وأوضح "كامل" أن الكوبرا المصرية كانت تمثل مصر السفلى، وتُعرف باسم الإلهة "وادجيت" التي كانت تُقدَّس كرمز للحماية والنفوذ، مضيفًا أن المصريين القدماء أضافوا صورتها إلى التاج الملكي الموحد إلى جانب الإلهة "نخبت"، رمز مصر العليا، لتجسّد وحدة البلاد تحت راية واحدة، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية "أ ش أ".

وأشار الخبير الدولي إلى أن أفعى الكوبرا المصرية تُعد من أكثر الزواحف رهبة وجمالًا في آن واحد، إذ يتراوح طولها بين 1.5 إلى 2.5 متر، وتتميز برأس كبير وجسم أسطواني، بينما يتنوع لونها بين درجات البني الداكن والفاتح، وقد يكون أسود تمامًا في بعض المناطق من شمال إفريقيا.

وبيّن أن سم الكوبرا المصرية يُعد من أشد السموم تأثيرًا على الجهاز العصبي، إذ يؤدي إلى شلل العضلات وتوقف القلب والرئتين في الحالات الخطيرة، ما يجعلها من أكثر الزواحف فتكًا في إفريقيا.

وتطرّق إلى رمز الكوبرا في الثقافة المصرية القديمة، مؤكدًا أنها لم تكن مجرد كائن حي، بل رمز للهيبة والسيادة الملكية، ودليل على ارتباط المصريين بالطبيعة والتوازن البيئي منذ فجر التاريخ.

وأشار إلى الجانب الأسطوري للكوبرا المصرية، موضحًا أن الملكة كليوباترا السابعة يُعتقد أنها أنهت حياتها بلدغة من كوبرا مصرية بعد سماعها نبأ وفاة القائد ماركوس أنطونيوس، إلا أن دراسات حديثة ترجِّح أنها انتحرت باستخدام مزيج من العقاقير السامة وليس بلدغة أفعى، وهو ما يفتح بابًا جديدًا من الجدل العلمي حول نهاية آخر ملكات مصر القديمة.

وأكد أن عودة رموز الحضارة المصرية القديمة للواجهة اليوم من خلال المتحف المصري الكبير، تمثل لحظة استثنائية في تاريخ مصر الحديث، حيث تُعرض مئات القطع الأثرية التي تحكي عن تلك الرموز التي شكّلت هوية المصريين على مر العصور، ومن بينها رمزية "الكوبرا" التي لا تزال شاهدة على قوة وخلود الحضارة المصرية.