بعد سلسلة من التصعيد التجاري بين بكين وواشنطن، أعلن المفاوضون التجاريون من البلدين عن إحراز تقدم ملموس نحو اتفاق تجاري مبدئي، ما يمهّد الطريق لمرحلة جديدة من التفاهم، قبل أيام من اللقاء المرتقب بين الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.
محادثات بنّاءة
وخلال مؤتمر صحفي في العاصمة الماليزية كوالالمبور، قال الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير إن الجانبين يتحركان نحو "وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل التي يمكن للقادة مراجعتها واتخاذ القرار بشأنها"، مضيفًا أن المحادثات تسير "في اتجاه بنّاء".
أما كبير المفاوضين الصينيين لي تشنج قانج فوصف المباحثات بأنها "صريحة وعميقة"، مشيرًا إلى أن الجانبين توصلا إلى توافق أولي حول إطار الاتفاق، ما يعكس رغبة مشتركة في تجنب تصعيدٍ جديد في الحرب التجارية الممتدة بين واشنطن وبكين.
جاءت هذه التطورات على هامش اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" في كوالالمبور، حيث بدأ الرئيس ترامب جولة آسيوية تستمر أسبوعًا، من المقرر أن يلتقي خلالها شي جين بينج يوم الخميس المقبل في اجتماع اقتصادي منفصل في كوريا الجنوبية.
ملفات معقدة
ووفقًا للجانب الصيني، تناولت المناقشات قضايا متعددة، من بينها التجارة الثنائية، وضوابط التصدير، والتعريفات الجمركية، والتعاون في مكافحة تهريب مادة الفنتانيل. كما تناولت المحادثات ملف معادن الأرض النادرة، التي تعد من أبرز نقاط الخلاف، إذ تهيمن الصين على إنتاج أكثر من 90% من هذه المعادن الحيوية المستخدمة في الصناعات المتقدمة والعسكرية.
وبدوره، قال جرير إن المحادثات تطرقت إلى تمديد الهدنة الجمركية المعلنة سابقًا بين البلدين، موضحًا: "تحدثنا عن تمديد الهدنة، وتحدثنا عن المعادن النادرة، وبالطبع ناقشنا موضوعات أخرى كثيرة".
إشارات إيجابية
وفي واشنطن، أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الجانبين توصلا إلى "إطارٍ جوهري للغاية"، متوقعًا أن تقدم بكين تأجيلًا جزئيًا لقيودها الصارمة المفروضة على صادرات المعادن النادرة.
وأضاف أن الاتفاق المبدئي يشمل أيضًا بنودًا تفيد المزارعين الأمريكيين، بعد أن أوقفت الصين شراء فول الصويا من الولايات المتحدة هذا الخريف.
وتطرقت المناقشات كذلك إلى الرسوم الجديدة التي فرضتها واشنطن على السفن المصنعة أو المملوكة للصين، والتي ردت عليها بكين بإجراءات مماثلة استهدفت السفن الأمريكية.
ورغم التفاؤل النسبي، شدد المسؤولون من الجانبين على أن الاتفاق لم يوقع بعد. إذ قال لي تشنج: "استكشفت الصين والولايات المتحدة بشكل بناء خطة للتعامل مع بعض المخاوف المشتركة"، مضيفًا أن "المرحلة التالية تتطلب استكمال الإجراءات الداخلية لكل طرف".
وتشير تصريحات "لي" إلى أن الصين قد تتخذ خطوات تنظيمية إضافية تتعلق بلوائح التصدير الجديدة التي أصدرتها وزارة التجارة في 9 أكتوبر، التي أوقفت على الفور نقل أي تكنولوجيا إضافية لمعالجة المعادن النادرة إلى الخارج.