استضاف مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة جلسة حوارية بعنوان «صناعة الأغاني للسينما والدراما»، شاركت فيها الشاعرة منة القيعي والمنتج الموسيقي أحمد طارق يحيى، وسط حضور لافت من نجوم الشباب، منهم هنادي مهنا، عمرو وهبة، علي البيلي، يوسف حشيش، والمغنيان زياد ظاظا ويوسف جابريال.
حوار بين الكلمة واللحن
استهلت منة القيعي الحديث بالتوقف عند أبرز الأغاني التي جمعتها بأحمد طارق في عدد من الأعمال الناجحة، منها «الغزالة رايقة»، «براحة يا شيخة»، «اختياراتي»، «صاحبي يا صاحبي»، و«مبروك يا ابن المحظوظة».
وأوضحت أن الأغنية المصنوعة خصيصًا للدراما تحتاج فهمًا عميقًا للسياق والمشاعر قبل الشروع في الكتابة أو التلحين، مشيرة إلى أن الأغنية الناجحة هي تلك التي "تُحكى" بصدق وتخدم القصة لا أن تفرض نفسها عليها.
ولادة أغنية أمام الجمهور
قدّمت منة وأحمد للجمهور تجربة حيّة غير مسبوقة لتأليف وتنفيذ أغنية من الصفر أمام الحضور، بدءًا من فكرة العمل وصولًا إلى الجمل الأولى من اللحن.
وأوضحت منة أن البداية تكون دائمًا من "البريف" أو ملخص القصة الدرامية، الذي يوجّه مسار الكتابة ويُحدّد إحساس الأغنية.
تعددت الأفكار في القاعة، إذ اقترح علي البيلي أن تكون الأغنية لفيلم سينمائي، فيما أضافت الفنانة هنادي مهنا أن البطولة تجمعها بالنجم كريم عبد العزيز. وتحوّلت الفكرة إلى قصة عن شقيقين تجمعهما المشاعر بعد خلافات وصعوبات في إطار من الكوميديا الرومانسية، وتم الاتفاق على أن يؤدي الأغنية أحمد سعد وبوسي في دويتو غنائي يجمع بين القوة والعاطفة.
الكلمة التي تشبه الناس
كشفت منة القيعي، خلال الجلسة عن فلسفتها في الكتابة، قائلة إن البداية دائمًا تكون من كلمة "تخبط في القلب"، مثل "مش طايقك" أو "حلّ عني"، ومن هنا تتوالد الفكرة وتتكوّن الحالة.
وأكدت أن نجاحها يرتبط بكون كلماتها قريبة من لغة الناس اليومية، وأنها تكتب كما يتحدثون، فتصل الأغنية إليهم ببساطة وصدق.
ومن خلال تفاعل الجمهور، وُلدت جملة شكّلت نواة الأغنية الجديدة: "هو إنت أصلًا عارفني؟ ولا زيك زي الناس؟"
اللحن الذي يمنح المعنى حياة
من جانبه، تحدث المنتج الموسيقي أحمد طارق عن كيفية بناء الأغنية موسيقيًا، موضحًا أن "الكوبليه" و"الكورَس" يشكّلان قلبها، بينما يلعب "الجسر" دور الرابط بينهما ليمنح العمل تماسكًا موسيقيًا وإحساسًا متدفقًا.
وأضاف أن اللحظة التي تلتقي فيها الكلمة باللحن هي لحظة ميلاد الأغنية الحقيقية، وأن هذا التفاعل العفوي هو ما يجعل العمل صادقًا ويبقى في الذاكرة.