الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اقتراح ألماني لحل أزمة الجيش.. اليانصيب بدلا من التجنيد الإجباري

  • مشاركة :
post-title
عناصر من قوات الجيش الألماني

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

رفض شركاء المستشار الألماني فريدريش ميرز في الائتلاف الحاكم تسوية مقترحة لشكل جديد من الخدمة العسكرية، ما يُهدد جهود تعزيز القوات المسلحة، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.

وانسحب الاشتراكيون الديمقراطيون "SPD" -يسار الوسط- من اتفاق بشأن النموذج الجديد مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي "CDU" بزعامة ميرز في اللحظة الأخيرة، بعد أن أعلن رؤساء كتلهم البرلمانية التوصل إلى اتفاق.

وصرّح أحد أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان لصحيفة "فايننشال تايمز"، بأن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس -نفسه اشتراكي ديمقراطي- لديه مشكلات مع الحل المقترح، مضيفًا أنه لم يكن جزءًا من المفاوضات للتوصل إلى تسوية.

المستشار الألماني فريديرش ميرز

واتهم نوربرت روتجن، نائب زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي في البرلمان، بيستوريوس بالتصرف "بطريقة هدامة"، مضيفًا: "على الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن يُصلح نفسه الآن".

ويعكس هذا الخلاف في اللحظات الأخيرة اعتماد حكومة ميرز على أغلبية ضئيلة في البرلمان، ويوليو الماضي، أرجأ الائتلاف التصويت على تعيين 3 قضاة في المحكمة العليا، بعد أن عارض نواب من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي ينتمي إليه ميرز وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي.

كما علّقت ألمانيا التجنيد الإجباري عام 2011، لكن الحرب الروسية الأوكرانية أثارت جدلاً متجددًا حول العودة إلى شكل من أشكال الخدمة العسكرية مع شروع البلاد في إعادة تسليح واسعة النطاق.

وتحتاج أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان إلى زيادة عدد جنودها من نحو 180 ألفًا إلى 260 ألفًا بحلول 2035 لتحقيق أهداف حلف شمال الأطلسي "الناتو"، كما تسعى إلى زيادة عدد جنود الاحتياط، الذين يمكن استدعاؤهم في حالات الأزمات من 60 ألفًا إلى 200 ألف.

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس

وطرح بيستوريوس مفهومًا اختياريًا للخدمة العسكرية، لتهدئة معارضي التجنيد الإجباري داخل حزبه من خلال تجنب العودة إلى التجنيد الإجباري، وجادل بأن الأجور الجذابة والمزايا الأخرى ستضمن التحاق أعداد كافية من الشباب.

ووافق مجلس الوزراء على النموذج، أغسطس الماضي. لكن كبار السياسيين في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بمن فيهم وزير الخارجية يوهان فادفول حذّروا من أنه غير كافٍ لمواجهة حجم التهديد، الذي تواجهه أوروبا والتهديد الروسي بعدوان محتمل.

ووفق المجلة، ظهر حل وسط هذا الأسبوع، يتضمن نظام يانصيب لاستدعاء الشباب للخدمة العسكرية الإلزامية حال فشل النظام الطوعي في استقطاب عدد كافٍ من المجندين، لكن البعض داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي شكك في شرعية مثل هذا النظام.

الجيش الألماني

وقال أحد كبار النواب في حزب اليسار المتطرف "دي لينكي"، الذي يجذب بشكل متزايد الناخبين الشباب ذوي الميول اليسارية، إن مفهوم اليانصيب ذكّره بالرواية، التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني ناجح بعنوان "ألعاب الجوع"، إذ يتم اختيار الشباب للقتال حتى الموت.

وإذا لم يتمكن الجيش من تلبية احتياجاته من المتطوعين، فتنص المرحلة الثانية على إجراء فحص إلزامي "مسح طبي"، لمجموعة من الشباب تُختار عشوائيًا عبر القرعة، وليس لجميع المواليد في السنة ذاتها.

وتخشى الغالبية من عدم توافق نظام اليانصيب مع القانون الأساسي، وتأتي الانتقادات من أحزاب المعارضة، وحزب الخضر، وحزب اليسار، حتى بين سياسيي الدفاع في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لا تزال الشكوك قائمة حول ما إذا كان نظام اليانصيب سليمًا من الناحية الدستورية.