الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مدرسة غزة للسينما.. إبداع فلسطيني يخرج إلى النور من بين ركام القصف

  • مشاركة :
post-title
رشيد مشهراوي

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

رشيد مشهراوي: أحول منزلي لمشروع سينمائي وتعليم المبدعين دون شرط

تنفّست غزة أخيرًا الصعداء بعد 24 شهرًا من الحرب، التي أثقلت أرواح سكانها وأطفأت بريق الحياة في عيون صناعها ومبدعيها، لكن مع أول نسائم الهدوء عاد الأمل ينبض مجددًا بين أنقاض الدمار، فالفنانون الفلسطينيون الذين وثقوا بعدساتهم لحظات القهر والصمود خلال الحرب، بدأوا اليوم يرسمون ملامح مرحلة جديدة من الحياة، عنوانها الإبداع وإعادة البناء.

ومن بين أبرز هذه المبادرات الإنسانية والفنية، يبرز مشروع "مدرسة غزة للسينما"، الذي يسعى المخرج الفلسطيني المعروف رشيد مشهراوي لتدشينه قريبًا على أرض القطاع.

من خلال مدرسة غزة للسينما، يسعى "مشهراوي" إلى ترسيخ ثقافة الفن والسينما كوسيلة للمقاومة الإنسانية، وتوثيق الواقع الفلسطيني بعدسة أبنائه، مؤمنًا بأن الصورة قادرة على أن تروي ما تعجز عنه الكلمات، وأن السينما يمكن أن تكون نافذة للحياة حتى في أحلك الظروف.

حلم تحت القصف

وفي حديثه لموقع "القاهرة الإخبارية"، كشف "مشهراوي"، أن فكرة إنشاء المدرسة وُلدت في أثناء الحرب، موضحًا أنه بدأ التحضير لها منذ شهور رغم الظروف القاسية.

وقال: "مدرسة غزة للسينما مشروع بدأنا العمل عليه خلال الحرب، لكننا كنا ننتظر توقفها أو إعلان هدنة حتى نبدأ التنفيذ على الأرض".

وأضاف أن ورشة عمل تجريبية تُقام حاليًا عن بُعد، على أن يتم تفعيل المشروع ميدانيًا فور تمكنه من دخول غزة، مؤكدًا أنه "سيتم عقد اجتماعات وتشكيل لجان، والانطلاق في التنفيذ العملي للمشروع على الأرض".

مدرسة بين الركام

وأشار "مشهراوي" إلى أن فكرة المدرسة جاءت بعد استهداف الاحتلال لمنزل عائلته الذي دُمّر بالكامل، الأمر الذي دفعه للتفكير في تحويل مكان بيته الشخصي إلى مركز فني يحتضن المشروع، مضيفًا: "بعد تدمير المبنى الذي كنا نسكن فيه، فكّرت أن أجعل من بيتي في غزة مقرًا لمدرسة السينما، ليكون المكان شاهدًا على قدرة الفن على النهوض من بين الركام".

تعاون دولي

وأكد المخرج الفلسطيني أن المدرسة لن تقتصر على التعليم المحلي فقط، بل ستنفتح على العالم عبر اتفاقات تعاون وتوأمة مع مدارس سينما في فرنسا ودول أخرى، لتمكين طلاب غزة من التواصل مع تجارب سينمائية عالمية واكتساب مهارات احترافية.

وأوضح "مشهراوي" أن المشروع لا يهدف إلى وضع شروط أكاديمية معقدة أمام المتقدمين، نظرًا لغياب صناعة سينما متكاملة في غزة، قائلًا: "لسنا بصدد إنشاء مؤسسة نخبوية، بل مساحة حرة لاكتشاف المواهب، فغزة لم يكن فيها من قبل مدرسة للسينما أو صناعة منظمة، لذلك سنفتح الأبواب لكل من يملك الشغف والرغبة في التعلم والمشاركة".