تُواصل مصر نقل المساعدات الإنسانية لإغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة المدمر؛ جراء العدوان الإسرائيلي، إذ انطلقت صباح اليوم الأحد، من معبر رفح البري بالجانب المصري إلى منفذ كرم أبو سالم، شاحنات قافلة المساعدات الإنسانية إلى غزة، تحمل مواد غذائية ووقود للقطاع.
وقال مصطفى عبد الفتاح، مُراسل "القاهرة الإخبارية" من معبر رفح، إن 400 شاحنة مساعدات إنسانية انطلقت متجهة إلى قطاع غزة.
وأوضح "عبد الفتاح" أن شاحنات المساعدات الإنسانية بدأت التحرك من مصر إلى قطاع غزة عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة، مشيرًا إلى أن 90% من المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة مصرية.
وأضاف: "الشاحنات تحمل آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية ومؤنًا ضرورية سيتم توزيعها على المخيمات، بالإضافة إلى أدوية ومستلزمات طبية لدعم القطاع الصحي في غزة، الذي يعد شبه منهار بالكامل نتيجة العدوان المتواصل".
كما أكد أن شاحنات الوقود تستعد للدخول إلى غزة ضمن المساعدات الإنسانية، في خطوة تمثل بداية مسار جديد على طريق إعادة الاستقرار وفتح معبر رفح.
اتفاق شرم الشيخ
قادت مصر جهودًا حثيثةً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، استنادًا إلى اقتراحٍ للرئيس الأمريكي يدعو إلى وقف الحرب بين إسرائيل وحماس، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، إضافةً إلى تيسير تدفّق المساعدات إلى القطاع المُحاصَر منذ عامين كاملين.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت على اتفاقِ وقفِ إطلاقِ النار الذي تمّ التوصّل إليه مع حركة حماس في مدينة شرم الشيخ المصرية، ما يمهّد الطريق لوقف العدوان وإطلاق سراح المحتجزين، ضمن المرحلة الأولى من مبادرة ترامب لإنهاء الحرب.
ودخل اتفاقُ وقفِ إطلاقِ النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ أمس الجمعة، حيث بدأ آلافُ الفلسطينيين الذين نُزحوا قسرًا إلى وسط وجنوبيّ القطاع بالعودة إلى شماله، بعد أن أعلنت قواتُ الاحتلال الإسرائيلي فتحَ طريقي الرشيد الساحلي وصلاح الدين أمامهم للعودة، بالتزامن مع انسحابٍ تدريجيٍّ للآليات العسكرية الإسرائيلية من مناطق في عمق المدينة.
قمة عالمية
وتستضيف مصر في مدينة شرم الشيخ قمةً دوليةً برئاسةٍ مشتركةٍ بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة، تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام"، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وتستعد مدينة شرم الشيخ لاستضافة القمة، غدًا الاثنين، في خطوةٍ تعكس الجهود المصرية المتجددة لإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط، ووضع حدٍّ للتوترات المتصاعدة في المنطقة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وتأتي الدعوة إلى القمة بهدف جمع الأطراف الفاعلة بالقضية الفلسطينية على طاولة واحدة لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإحياء مسار المفاوضات السياسية.
ومن المقرر أن يشارك في القمة العديد من قادة الدول الأوروبية والعربية، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية المعنية بالسلام والإغاثة الإنسانية.
وستتناول القمة عددًا من الملفات المحورية، أبرزها تثبيت التهدئة، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتسعى القاهرة من خلال القمة إلى بلورة رؤيةٍ مشتركةٍ لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، وإطلاق مسارٍ سياسيٍّ شاملٍ يضع حدًّا للأزمات المتكررة، ويؤسس لمرحلةٍ جديدةٍ من السلام والتنمية.