قال الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة السوداني الانتقالي، اليوم السبت، إن مصر أرسلت فريقًا فنيًا متخصصًا إلى الخرطوم لمعاينة الجسور المتضررة جراء الحرب، تمهيدًا لبدء أعمال الصيانة وإعادة التأهيل.
وأضاف "جابر"، في لقاء خاص على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذه الخطوة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، مقدمًا الشكر للحكومة والشعب المصري على دعمهم المستمر واستضافتهم لملايين السودانيين منذ اندلاع الأزمة.
وأشار إلى أن الوفد الفني المصري باشر مهامه فور وصوله، حيث ركزت المعاينات على كوبري شمبات وكوبري الحلفايا اللذين تضررا جزئيًا نتيجة العمليات العسكرية، موضحًا أن الجزء الجنوبي من كوبري الحلفايا تأثر بشكل أكبر.
وأوضح أن إحدى الشركات المصرية التي شاركت في تصميم الكبريين ما زالت تحتفظ بالمستندات الأصلية، وهو ما سهّل سرعة إعداد الدراسات اللازمة وبدء مرحلة الإصلاح.
وأكد عضو مجلس السيادة الانتقالي أن الدراسات الجارية تستهدف إعادة الجزء الشمالي من كوبري شمبات إلى الخدمة خلال 45 يومًا، حيث تم مؤقتًا تقليل الحمولة المسموح بها إلى 10 أطنان، على أن تُرفع إلى 30 طنًا بعد انتهاء أعمال الصيانة.
كما أوضح أن هناك دراسات تصميمية جديدة تُجرى الآن لمناطق أخرى متضررة بمشاركة فرق هندسية سودانية، تمهيدًا لطرح عطاءات التنفيذ واستعادة الجسور إلى حالتها الطبيعية في أسرع وقت ممكن.
عودة مطار الخرطوم
قال الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة السوداني الانتقالي، إن مطار الخرطوم سيعود إلى الخدمة قريبًا، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ بوتيرة متسارعة لإعادة تشغيله بشكل كامل بعد فترة من التوقف بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد.
ولفت إلى أن التنسيق مستمر بين سلطة الطيران المدني وإدارة شركة المطارات لضمان جاهزية المطار الفنية والتشغيلية واستئناف الرحلات تدريجيًا.
وأشار الفريق جابر، في حوار خاص على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن المطار يشهد في الوقت الحالي حركة محدودة للرحلات الداخلية، في إطار خطة منظمة لإعادة التشغيل الكامل، مؤكدًا أن الجهود تُبذل لتوفير بيئة آمنة للطيران والمسافرين على حد سواء.
كما أوضح أن السلطات السودانية تضع عودة المطار إلى الخدمة ضمن أولوياتها لدعم التواصل الداخلي والخارجي وتيسير الحركة الإنسانية والاقتصادية.
وأكد عضو مجلس السيادة السوداني أن المواطنين يمكنهم الاطمئنان إلى أن العمل يسير بخطى ثابتة، وأن عودة المطار إلى العمل الكامل مسألة وقت فقط، مشددًا على أن السودان يسعى لاستعادة عافيته تدريجيًا في مختلف القطاعات، خاصة البنى التحتية والخدمات الأساسية، بما يعيد للبلاد استقرارها ودورها الإقليمي الحيوي.
كذلك قال الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة السوداني الانتقالي، إن السودانيين يتساءلون يوميًا عن موعد انتهاء الحرب، وأكد في هذا الصدد، أن نهايتها لن تتحقق إلا عندما تُثبَّت أركان الدولة وتستعيد مؤسساتها قوتها ودورها في حفظ الأمن وبسط النظام، مشيرًا إلى أن معاناة المواطنين لن تنتهي إلا بعودة الدولة إلى مسارها الطبيعي.
وأضاف أن وقف الحرب يتطلب إرادة وطنية خالصة وتعاونًا صادقًا بين جميع الأطراف، لافتًا إلى أن السودان بحاجة إلى توافق شامل يعيد بناء الثقة ويضمن وحدة البلاد، ويضع مصلحة المواطن فوق كل الاعتبارات السياسية والعسكرية.
إيصال المساعدات للفاشر
وأكد أن القوات المسلحة السودانية، المسنودة بالشعب، تقوم بواجبها الدستوري والقانوني في حماية السيادة الوطنية، مشددًا على أن الجيش سيواصل أداء مهامه حتى تعود الدولة قوية وقادرة على فرض الأمن والاستقرار وإنهاء معاناة المواطنين في مختلف أنحاء البلاد.
كما لفت إلى أن الحكومة السودانية تتحمل مسؤوليتها الدستورية والقانونية الكاملة في إنقاذ سكان ولايتي شمال دارفور، خصوصًا مدينة الفاشر، وكذلك جنوب كردفان، من الجوع والموت الناتج عن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ عدة أشهر.
وذكر أن السلطات نفذت بالفعل عمليات إسقاط جوي للمواد الغذائية والإغاثية إلى مناطق كادُلي والدلنج والقرى المجاورة بجنوب كردفان، مؤكدًا أن هذه الجهود تأتي في إطار واجب الدولة تجاه مواطنيها وحماية حدودها وأمنها الداخلي.
كما أكد أن العمل مستمر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر والمناطق المتضررة، مشيرًا إلى أن الحكومة تنفذ هذه العمليات وفق سياسات مدروسة وتحت إشراف القوات المسلحة التي تقوم بواجبها الدستوري في حماية المدنيين داخل حدود السودان.
وشدد على استمرار عمليات الإسقاط الجوي للفاشر، لضمان وصول المساعدات إلى الأهالي رغم صعوبة الظروف الأمنية والإنسانية هناك، وأكد أن الحكومة تعمل يوميًا على فك الحصار المفروض على المدن السودانية، مشيرًا إلى التقدم المستمر الذي تحرزه القوات المسلحة في استعادة السيطرة على مناطق واسعة.
ولفت إلى أن السودان فتح سبعة معابر إنسانية لتسهيل مرور المساعدات، منها معبران في الشمال، وأربعة في الجنوب عند مناطق الرنك، وربك، وكوستي، ومعبران إضافيان في طينة وأدري، رغم بعض التحفظات المتعلقة بدخول الدعم اللوجستي للمليشيات، موضحًا أن الهدف الأساسي من هذه المعابر هو تمكين وصول الإغاثة إلى الشعب السوداني بأمان.
خطة تأهيل الخرطوم
وبشأن العاصمة السودانية، قال عضو مجلس السيادة السوداني الانتقالي، إن خطة تأهيل الخرطوم تسير وفق مسارين رئيسيين، أولهما المحور الأمني الذي يهدف إلى تهيئة البيئة لعودة المواطنين، من خلال إعادة فتح أقسام الشرطة والنيابات ونشر الارتكازات الأمنية وتأمين المعابر والطرق الحيوية، إلى جانب ضبط الوجود الأجنبي ومعالجة مظاهر التفلت الأمني.
كما أشار إلى أن هذه الإجراءات أسفرت عن تحسن ملموس في الأوضاع الأمنية، مشيرًا إلى أن كل القوات المقاتلة من مختلف التشكيلات العسكرية تم إخراجها من الولاية بما يعزز الاستقرار داخل العاصمة.
وفي هذا الصدد، أكد أن المحور الثاني في خطة تأهيل العاصمة يركّز على إعادة الخدمات الأساسية للمواطنين، وعلى رأسها المياه والكهرباء والصحة والتعليم، فضلًا عن تشغيل مطار الخرطوم الدولي وتفعيل عمل المؤسسات الخدمية المختلفة.
كما أوضح أن الحكومة تولي اهتمامًا خاصًا بتهيئة الظروف اللازمة لعودة النازحين الذين غادروا العاصمة خلال فترة الحرب، مؤكدًا أن هناك تقدمًا كبيرًا تحقق بالفعل على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن عودة المواطنين إلى الخرطوم تتسارع بشكل ملحوظ، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى عودة أكثر من مليونين ونصف المليون مواطن خلال الأسابيع الماضية.
ولفت إلى أن مظاهر الحياة بدأت تعود تدريجيًا في الشوارع والمناطق السكنية والمصانع والمؤسسات الحكومية، وشدد على أن الحكومة ماضية في استكمال خطتها لإعادة تأهيل العاصمة بما يضمن توفير حياة كريمة وآمنة لكل سكانها، مؤكدًا أن ما تحقق حتى الآن هو دليل على صمود الخرطوم وإصرار أهلها على استعادة عافيتها.