بدأ الجيش الإسرائيلي سحب قواته في قطاع غزة تدريجيا إلى الخط الأصفر، أول خط انسحاب من القطاع بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، وذلك بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية، فجر اليوم الجمعة، على الاتفاق، الذي ينص على انسحاب إسرائيلي أولي بالتزامن مع الإفراج عن المحتجزين.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، إن الألوية "188" و"السابع" و"عتصيوني" غادرت مدينة غزة وخان يونس، امثتالا لتوجيهات المستوى السياسي.
ونقل موقع "والا" العبري، عن مصادر عسكرية إسرائيلية، بأن قوات جيش الاحتلال بدأت الانسحاب من مدينة غزة ومخيم الشاطئ، وذلك ضمن الخطوات المتفق عليها في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.
وأفاد "والا" بأن القوات الإسرائيلية العاملة في مدينة غزة ومخيم الشاطئ بدأت الانسحاب باتجاه "الخط الأصفر" المتفق عليه، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية في إطار هذا الانسحاب ستنتشر في نقاط سيطرة ومراقبة مختارة، بهدف توفير حماية فعالة للجنود والمقاتلين.
وذكرت "القناة 12" الإسرائيلية، أن 3 فرق تضم الآلاف من الجنود الإسرائيليين وكانت جزءاً من عملية "عربات جدعون 2"، ستنسحب من مدينة غزة.
وأشارت إلى أن قوات إضافية ستغادر رفح الفلسطينية، وخان يونس، وشمال قطاع غزة متجهة إلى خارج حدود القطاع.
وأضافت أنه بالتزامن مع الانسحاب الجزئي، يستعد الجيش الإسرائيلي لاستلام المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة من الصليب الأحمر، ونقلهم إلى مستشفى رعيم.
وكان متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ خلال 24 ساعة من اجتماع مجلس الوزراء، مضيفا أنه بعد هذه الفترة سيجري إطلاق سراح المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة.
ويقلص خط الانسحاب الأصفر مساحة السيطرة الإسرائيلية دون التخلي عن الممرات الأمنية الأساسية، بحسب الخطة الأمريكية.
وسيتمركز آلاف الجنود الإسرائيليين عند الخطوط الجديدة للسيطرة داخل قطاع غزة، بما يضمن لإسرائيل السيطرة على نحو 53% من أراضي القطاع.
وذكرت "القناة 12"، أن الجيش الإسرائيلي سيكمل انسحابه من مناطق معينة في غزة إلى الخط الأصفر، المتفق عليه في خطة ترامب، ولفتت إلى أنه من المتوقع أن تنسحب القوات من رفح الفلسطينية شرقًا، وخان يونس، ومن مناطق في شمال غزة.
ووفقًا للصفقة، فإن القوات العاملة في مدينة غزة، ستنسحب من المدينة خلال 24 ساعة. وستشمل عملية الانسحاب نقل أسلحة ومعدات لوجيستية من مدينة غزة، وقالت "القناة 12"، إن بعض الجنود الذي عملوا في مدينة غزة، سيغادرون المنطقة لأداء مهام أخرى خارج قطاع غزة، فيما ستبقى بعض القوات داخل القطاع.
وجاء الانسحاب بعد ساعات قليلة من مصادقة الحكومة الإسرائيلية، فجر اليوم الجمعة، على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، "دخل حيز التنفيذ فور مصادقة الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ خطة ترامب".
وقالت الهيئة، إن قوات الجيش الإسرائيلي "بدأت انسحابا تدريجيا من قطاع غزة بموجب ما تم التفاهم عليه في شرم الشيخ. وأضافت إن الانسحاب سيجري على مراحل حتى وصول الجيش الإسرائيلي إلى الحدود.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن آليات عسكرية ثقيلة بدأت بالتحرك في قطاع غزة لإعادة نشر القوات وفق خطوط الانسحاب التي أعلنها ترامب.
والأحد الماضي، نشر ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، خريطة أظهرت خط الانسحاب الأولي لقوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، في إطار المرحلة الأولى لتنفيذ عملية تبادل الأسرى والمحتجزين.
ويظهر في الخريطة الخط الأول الذي سبق وأن كشف عنه البيت الأبيض قبل نحو أسبوع، ضمن خطة الرئيس المكونة من 20 نقطة لحل الأزمة.
الخريطة الجديدة تظهر تفاصيل أكثر، وتظهر بوضوح أن مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، لا تزال تحت السيطرة الإسرائيلية.
أما في شمال قطاع غزة، فتدرج الخريطة بشكل صريح وواضح مدينة بيت حانون ضمن المنطقة التي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية، حتى تنفيذ جميع مراحل الاتفاق، والانسحاب بشكل كامل لاحقا.
وأكد ترامب، أن هذا "انسحاب أولي"، وأن خطته المكونة من 20 نقطة تتضمن انسحابا تدريجيا للجيش الإسرائيلي من غزة.
وبعد هذا الانسحاب الأولي لإتاحة إطلاق سراح المحتجزين، ستنقل إسرائيل تدريجيا السيطرة على أراض إضافية إلى قوة دولية عربية-إسلامية سيتم إنشاؤها، وتضمن نزع السلاح من القطاع.
ووفقا لخريطة الانسحاب الأصلية المنشورة كجزء من الخطة، سيواصل الجيش الإسرائيلي السيطرة على محيط أمني على طول حدود القطاع، "حتى التأكد تماما من عدم وجود أي تهديد إرهابي من قطاع غزة".
لكن تقارير نقلت عن مصادر، أن تعديلات تم إدخالها على "خريطة الانسحابات" الإسرائيلية، من قطاع غزة، خلال الجلسة الأخيرة من المشاورات التي سبقت الإعلان عن التوصل الى اتفاق بين إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطة ترامب لإنهاء الحرب.
وقالت المصادر إن التعديلات جاءت استجابة لضغوط دولية كثيفة من الوسطاء، وبهدف تسهيل تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة، والتي تنص على "إطلاق 48 رهينة مقابل وقف القصف وإطلاق 250 سجينا فلسطينيا".
وأضافت أن حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى أبدت مرونة واضحة بالموافقة على التعديلات، التي تضمنت إعادة رسم مناطق الانسحاب الإسرائيلي بشكل يبقي على السيطرة.
وأكدت المصادر أن التعديلات شملت مراحل الانسحاب التدريجي، وعلى النحو التالي:
- المرحلة الأولى: تقتصر على انسحاب إسرائيلي إلى "خط عازل" يتراوح بين 1.2 إلى 4 أميال داخل غزة، مع الاحتفاظ بـ55% من المناطق تحت السيطرة الإسرائيلية، مقارنة بالخريطة الأصلية التي كانت تلزم بانسحاب من 45% فقط.
- المرحلة الثانية (الإدارة الانتقالية): يؤجل الانسحاب من 40% إضافية حتى "تشكيل قوة أمن دولية" بقيادة أمريكية-عربية، مع الاحتفاظ بـ"حزام أمني"15% من غزة حتى "التحقق من نزع سلاح حماس"، وهو تعديل يطول الجدول الزمني من 6 أشهر إلى عام.
وأوضحت المصادر أن التعديلات على خريطة الانسحاب جاءت كرد فعل على رفض حركة حماس الخريطة الأصلية، التي اعتبرتها "غير متوازنة"، لذا قدم الوسطاء هذه التعديلات كـ"حل وسط" بين مطالب حركة حماس بانسحاب كامل فوري، وإصرار نتنياهو على "ضمانات أمنية" وذلك لتسهيل التوصل إلى اتفاق.