عمت الأفراح والاحتفالات شوارع وميادين قطاع غزة، وامتدت لتشمل مراكز الإيواء وخيام النازحين، ابتهاجًا بالاتفاق الذي أنهى عامين من الحرب، ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر اليوم الخميس.
في مشهد معبّر يُظهر الفرحة العارمة، احتفلت اللجنة المصرية في أحد المخيمات التي أنشأتها في خان يونس جنوبي القطاع لإيواء النازحين من جميع أنحاء القطاع بدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
تؤكد هذه الاحتفالات الدور المحوري لمصر في تخفيف الأعباء الإنسانية عن سكان القطاع، وعلى مدار عامين واصلت اللجنة المصرية عملها الإنساني والإغاثي المكثف داخل غزة، مع تركيز خاص على منطقة خان يونس التي شهدت نزوحًا واسعًا.
كما واصلت الفرق المصرية، بالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني والجهات الدولية، العمل على ضمان استدامة تدفق المساعدات الإنسانية الأساسية.
وتجاوزت مهمة اللجنة مجرد إيصال الإمدادات لتشمل الإشراف على تشغيل بعض المستشفيات الميدانية ودعم جهود إيواء النازحين.
كما لعبت البعثة المصرية دورًا بارزًا في دعم جهود التهدئة والإشراف على آليات توزيع المساعدات بشكل عادل وفعّال، ما يعكس التزام القاهرة بضمان صمود الشعب الفلسطيني وتلبية احتياجاته الفورية.
وعلى مستوى القطاع، تجاوز الفلسطينيون أوجاعهم وأحزانهم، وصدحت حناجرهم بالتكبير والهتافات والشعارات الوطنية عقب الإعلان عن التوافق حول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وجاءت أجواء الارتياح هذه بعد أيام من اللقاءات التي جرت في مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وسطاء مصريين وأمريكيين وأتراك وقطريين، أعلن بعدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل وحماس وافقتا على المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب.
وتشهد المفاوضات مشاركةً رفيعة المستوى من الدول الوسيطة، في مقدّمتها رئيس المخابرات العامة المصرية السيد اللواء حسن رشاد، ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات التركي إبراهيم قالين.
كما شارك رئيس الوفد الإسرائيلي رون ديرمر، والمبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.
يُذكر أن الخطة الأمريكية الشاملة، التي تهدف إلى إنهاء الحرب وتتضمّن 21 بندًا، تشمل انسحابًا لجيش الاحتلال على ثلاث مراحل، وإدارةً لقطاع غزة بحُكمٍ انتقاليٍّ مؤقّت من قِبل لجنةٍ فلسطينيةٍ تكنوقراطية.