أكد وزير الخارجية الهولندي، دافيد فان فييل، أنَّ الأوضاع في قطاع غزة كارثية بعد عامين من الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.
وكشف "فان فييل" خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره المصري الدكتور بدر عبدالعاطي، اليوم الثلاثاء، أنه أجرى مناقشات معمّقة حول الأحداث الجارية في غزة ومعاناة المدنيين، مُشددًا على الضرورة القصوى لكسر دائرة العنف وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
فرصة إنهاء الحرب
وفي هذا الصدد، تطرق الوزير الهولندي إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ اعتبرها "فرصة تاريخية" لإنهاء الحرب والصراع في المنطقة، مشيرًا إلى أنَّ موافقة حركة حماس على إطلاق سراح المحتجزين، أصبحت ممكنة بفضل الدعم المقدم من مصر وقطر.
وأعرب الوزير الهولندي عن تفاؤله بإنهاء الوضع اللاإنساني في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين، مُؤكدًا أهمية تنفيذ أي اتفاق بما يتماشى مع القانون الدولي.
دور مصر الإقليمي
وتقديرًا للدور الإقليمي المحوري، أثنى الوزير الهولندي على دور مصر كوسيط دائم وفعّال في المفاوضات، مُشددًا على أن أية خطط مستقبلية يجب مناقشتها "بعمق بالغ" لضمان تحقيق حل الدولتين في نهاية المطاف، لتشمل كلًا من الضفة الغربية وغزة.
وأكد ضرورة مشاركة الجميع في اليوم التالي في غزة والعمل بشكل جماعي، مُعربًا عن سعادته بالمشاركة في استضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة.
وفيما يتعلق بالدعم الإنساني، أعلن الوزير الهولندي عن تقديم بلاده 25 مليون يورو كمساعدات إنسانية لغزة، بالإضافة إلى استمرار الجهود الدبلوماسية لتأمين إدخال المساعدات وتوفير الاحتياجات الطبية، ومجددًا التزام بلاده بدعم الدور الرائد لمصر في هذا الملف.
العلاقات الثنائية
وعلى صعيد العلاقات الثنائية، وصف الوزير الهولندي مصر بأنها شريك استراتيجي لبلاده، مؤكدًا أن التعاون بين البلدين قائم على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل.
وفي سياق تعميق هذه الروابط، أشار الوزير إلى مناقشة آليات عديدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية، خصوصًا في مجالات قطاع الأعمال، الطاقة المتجددة، الهيدروجين، الهجرة، والزراعة.
كما أشاد الوزير الهولندي بالإجراءات التي تتخذها مصر بشأن الهجرة، وتهدف هولندا إلى دعم القاهرة من خلال توفير التدريب المهني في مجالات الزراعة والتحول الرقمي، وهي أمور من شأنها تلبية احتياجات سوق العمل.
وأكد "فان فييل" أنَّ هولندا على دراية كاملة بجميع التحديات التي تواجهها مصر باعتبارها دولة مضيفة، وتظل بلاده ملتزمة بدعم القاهرة سواء من خلال الشراكة الموسعة الثنائية أو عبر مظلة الاتحاد الأوروبي.