كشف اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، عن جهود القاهرة المستمرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني قبل عملية "طوفان الأقصى"، مؤكدًا أن الانقسام الفلسطيني كارثة ونكبة، وأن إنقاذ القضية واجب رغم تأخر الوقت بفعل فلسطيني وليس مصريًا.
أوضح الدويري، خلال استضافته في برنامج "الجلسة سرية" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، مع الإعلامي سمير عمر، أن مصر كانت تعمل وفق قاعدة "التحرك هو القاعدة والجمود هو الاستثناء"، وقبل "طوفان الأقصى" عقدت القاهرة حوارين في فبراير ومارس 2021 لجميع الفصائل الفلسطينية، وحاولت إحياء عملية المصالحة عبر "حجر الانتخابات".
وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع الفصائل والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن على إصدار مرسوم رئاسي لإجراء الانتخابات (الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني)، وتم إتباعه بميثاق شرف الانتخابات.
وأكد الدويري أن إسرائيل هي من رفضت فكرة إجراء الانتخابات في القدس الشرقية، ما دفع الرئيس أبو مازن لقرار عدم إجراء الانتخابات على الإطلاق، رغم جديته في إتمامها لتغيير "الوضع الكارثي" في الضفة وغزة.
وأشار الدويري إلى أن زيارة رئيس المخابرات المصرية الأسبق اللواء عباس كامل إلى قطاع غزة في توقيت سابق كانت مرتبطة بالمصالحة وإعادة الإعمار، موضحًا أنه دشَّن في ذلك الوقت 3 مدن مصرية في غزة، ولكنها دُمِرت للأسف في الحرب الأخيرة.
وذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلن خلال مؤتمر في باريس عن منح نصف مليار دولار من أموال الشعب المصري لإعمار غزة؛ حرصًا على الأمن القومي.
وأضاف الدويري أن مصر حاولت مرة أخرى إحياء المصالحة بعقد مؤتمر العلمين في يوليو 2023 بحضور الرئيس أبو مازن وإسماعيل هنية وجميع الفصائل، وتم إصدار بيان لتشكيل لجنة للمضي قدمًا في المصالحة.
أشار وكيل المخابرات السابق إلى فرق كبير بين القيادة الحالية لحماس (تحت قيادة يحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى) وبين من سبقهم (كالشيخ أحمد ياسين وصلاح شحادة).
وأكد أن قيادة الداخل أصبحت هي صاحبة القرار الرئيسي وليس قيادة الخارج، منذ عملية خطف الجندي شاليط وفوز حماس في الانتخابات.
وذكر أنه التقى يحيى السنوار بعد الإفراج عنه في صفقة شاليط، وأن عقليته مختلفة تمامًا عمن سبقه.
وأوضح أن هناك صوتين داخل حماس، أحدهما يرى أن الانقسام ضروري لاستمرار قوة الحركة، والآخر كان أكثر عقلانية، وكانت الغلبة للصوت الذي يرى ضرورة استمرار الانقسام.
كما أشار الدويري إلى أن حركة الجهاد الإسلامي هي حركة وطنية، رغم أنها لا تعترف بالتسوية السياسية، إلا أنها لم تكن حجر عثرة في طريق المصالحة وكانت متوافقة تمامًا مع الموقف المصري لإنهاء الانقسام.