قررت حركة طالبان فرض إغلاق شامل لخدمات الإنترنت عبر الألياف الضوئية في مختلف أنحاء أفغانستان "حتى إشعار آخر".
وبحسب مصدر حكومي تحدّث لوكالة الصحافة الفرنسية، مشترطًا عدم الكشف عن هويته، فإنَّ خدمات الإنترنت في البلاد انهارت بشكل شبه كامل بعد ظهر الاثنين، في أول انقطاع وطني واسع النطاق يشهده الأفغان منذ دخول الإنترنت. ووصف مرصد NetBlocks البريطاني المتخصص في أمن الشبكات الخطوة بأنّها "تعتيم شامل وكامل".
وقال المصدر الحكومي للوكالة إنَّ تعطيل الإنترنت يعني شللاً واسعًا للبنى التحتية: "لا يوجد أي نظام بديل للتواصل. القطاع المصرفي والجمارك وكل مفاصل الدولة ستتأثر".
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أنَّها فقدت الاتصال الهاتفي بمكتبها في كابول، ما يعكس تأثر شبكات الهواتف أيضًا بالقرار، نظرًا لاعتمادها تقنيًا على شبكة الألياف الضوئية.
وأثّرت الانقطاعات كذلك في بث الإذاعة والتلفزيون، فيما أكدت مجموعة NetBlocks أنَّ "فصل شبكة الألياف الضوئية فعليًا يعني أيضًا تعطيل خدمات الهاتف المحمول والخطوط الثابتة".
وتقول طالبان إنَّ الدافع وراء هذا الإجراء هو "الحد من الفساد الأخلاقي"، إذ كانت قد بدأت منذ أسابيع بقطع كابلات الألياف الضوئية في مناطق متفرقة، خاصة في إقليم بلخ شمالًا، حيث صرّح متحدث محلي بأنَّ الخطوة "جاءت بأوامر من القيادة لمنع الرذيلة"، متعهّدًا بطرح بدائل مستقبلية لتأمين الاتصالات.
كما فرضت طالبان قيودًا مشابهة مطلع الشهر الجاري في ولايات بدخشان وتخار شمالًا، وكذلك في قندهار وهلمند وننجرهار وأوروزجان جنوبًا.
وبحسب توقعات مراقبين، سيتم تخفيض سرعة الإنترنت تدريجيًا من خدمة الجيل الرابع (4G) إلى الجيل الثاني (2G)، الأمر الذي قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاقتصاد وأداء المؤسسات الحكومية.