أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، آمالًا متزايدة حول فرص نجاح مبادرته الجديدة للسلام في الشرق الأوسط، التي أطلق عليها "المبادرة الواحدة والعشرون"، إذ أكد في مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية أنه يتوقع موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عليها خلال لقائهما المرتقب غدًا.
غير أن نتنياهو بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، لم يعلن حتى الآن قبوله بالخطة، فيما تشير مصادر مقربة منه إلى أنه يمارس ضغوطًا على واشنطن لتعديل بعض بنودها التي يعتبرها حساسة سياسيًا وأمنيًا.
ملامح المبادرة الأمريكية
تسعى الخطة إلى إنهاء الحرب في غزة وفتح أفق جديد لمحادثات السلام، عبر خطوات عملية أبرزها، إطلاق جميع المحتجزين خلال 48 ساعة من بدء وقف إطلاق النار، وإبعاد حماس عن السلطة وتدمير أسلحتها الهجومية، مع منح أعضائها عفوًا عامًا وخيار مغادرة القطاع، وإمكانية العودة لاحقًا بشروط، إضافة إلى وقف إطلاق نار مرحلي يتحول لاحقًا إلى اتفاق دائم، يتبعه انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من غزة.
وتنص الخطة على ضرورة تشكيل حكومة بديلة في القطاع غير تابعة لحماس، مع إنشاء إطار دولي لإعادة الإعمار في مجالات الصحة والتعليم والإسكان، بالإضافة إلى تنفيذ إصلاحات في السلطة الفلسطينية تضمن الشفافية ومكافحة التطرف، قبل منحها سلطة تدريجية على غزة، فضلا عن تشكيل إدارة انتقالية مؤقتة يقودها خبراء دوليون وفلسطينيون وأمريكيون لإدارة شؤون القطاع اليومية.
كما تنص أيضًا، على ضرورة التوصل إلى تنسيق أمني دولي بمشاركة دول عربية وإسلامية معتدلة، مع مسار تدريجي نحو دولة فلسطينية مستقبلية مشروطة بالإصلاحات، وإفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين يشمل 250 محكومًا بالمؤبد و1700 معتقل بعد السابع من أكتوبر، فضلا عن تدفق المساعدات إلى غزة دون قيود تحت إشراف أمريكي مباشر.
اعتراضات نتنياهو
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض بعض البنود الرئيسية التي طرحها ترامب منها، شكوكه في قدرة السلطة الفلسطينية على تنفيذ الإصلاحات اللازمة، ويعتبر "بيبي" بند نزع سلاح حماس غامضًا وغير كافٍ، فضلًا عن رفضه السماح بعودة مقاتلي الحركة إلى غزة مستقبلًا.
ويعارض نتنياهو إدراج مسار نحو دولة فلسطينية، الذي يُعد عمليًا إقرارًا بحل الدولتين، إضافة إلى تمسكه بفرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية، وهو ما أعلن ترامب أنه لن يسمح به تحت ضغط دولي.
مواقف حماس
وبدورها، أبدت حركة حماس اعتراضات مغايرة، إذ ترى أن نزع السلاح سيترك الفلسطينيين بلا وسائل دفاعية ما يتيح لإسرائيل استهداف قادتها. كما تتحفظ على هوية التكنوقراط الذين سيشكلون الحكومة البديلة، مؤكدة أن تشكيلها يجب أن يحظى بموافقة القيادة في غزة وألا يكون خاضعًا بالكامل للسلطة الفلسطينية، بحسب "يديعوت".