التقى وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي، اليوم الأحد، مع السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المُتحدة.
ونقل "عبدالعاطي" تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السكرتير العام للأمم المتحدة، مشيدًا بمواقفه العادلة والحكيمة في التعامل مع مختلف القضايا المطروحة على الساحتين الدولية والإقليمية، وجدد دعم مصر الكامل لدور الأمم المتحدة في صون السلم والأمن الدوليين، ومعالجة التحديات العالمية المتنامية.
من جهته، طلب "جوتيريش" نقل تحياته إلى الرئيس السيسي، مشيدًا بدور مصر كفاعل رئيسي في منظومة العمل متعدد الأطراف، وكذا بالتزامها الراسخ بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وسعيها الدؤوب لتعزيز السلم والأمن الدوليين، ودعم قضايا التنمية، واحترام القانون الدولي.
كما ثمَّن جهود مصر ورؤيتها الرامية إلى تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
كما تناول وزير الخارجية تطورات الأوضاع في غزة، مؤكدًا ضرورة استمرار تكثيف الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات دون عوائق.
وأشار "عبدالعاطي"، إلى ترحيب الرئيس السيسي بما أبداه نظيره الأمريكي دونالد ترامب من التزام بالعمل مع قادة المنطقة لإنهاء الحرب على غزة وفتح أفق سياسي وتنموي.
وشدد وزير الخارجية على رفض أي أفكار من شأنها تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية، وأدان الممارسات الإسرائيلية بالقتل والتجويع، وجدد تمسك مصر بإقامة دولة فلسطينية على أساس خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، مشيدًا في هذا الإطار باعتراف عدد كبير من الدول بالدولة الفلسطينية.
كما عبر عن دعم مصر الكامل لوكالات الأمم المتحدة المختلفة التي تعمل في ظروف قاسية وشديدة الصعوبة في غزة، في ظل استهداف إسرائيل لوكالات الامم المتحدة، مؤكدًا مواصلة دعم مصر للسكرتير العام والوكالات الأممية وعلى رأسها وكالة "أونروا" والتي لا غنى عن دورها.
وأوضح وزير الخارجية اعتزام مصر تنظيم مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة في مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية والشركاء الدوليين؛ لحشد الدعم اللازم لتنفيذ مشروعات لإعادة تأهيل وبناء القطاع.
على صعيد آخر، استعرض وزير الخارجية موقف مصر الثابت الداعم لأمن واستقرار ووحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، مشددًا على ضرورة الحفاظ على مؤسساته الوطنية ودعمها، وتكثيف الجهود لرفع الحصار عن مدنية "الفاشر"، وإنهاء المعاناة الإنسانية.
كما أكد ضرورة مواصلة جهود دفع المسار السياسي في ليبيا على نحو يصون الملكية الليبية للحل، ويفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا تحقيقًا للاستقرار.
واطلع وزير الخارجية المصري سكرتير عام الأمم المتحدة على الجهود الدبلوماسية المصرية التي ساهمت في التوصل للاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي وُقِّع في القاهرة لاستئناف التعاون الفني بينهما، موضحًا أن الجهود المكثفة التي بذلتها مصر خلال الفترة الأخيرة تهدف إلى خفض التصعيد وتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات بين الجانبين.
وتم الاتفاق خلال اللقاء على مواصلة التنسيق والتشاور الوثيق بين مصر والأمم المتحدة بما يخدم مصالح الشعوب، ويدعم الجهود الرامية لتحقيق الأمن والسلم والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي.