في كل مشهد تشييع، أو لحظة تكريم، أو أزمة تمر بالمشهد الفني، يطلّ الفنان أشرف زكي في الصفوف الأمامية، حاملاً هموم المهنة ووجع زملائه. عرفه الوسط الفني بلقب «نقيب الإنسانية»، إذ لم يكتفِ بأن يكون ممثلًا وأكاديميًا، بل تحوّل إلى رمز للعمل النقابي ورجل المواقف الصعبة، يواجه العواصف بابتسامة جادة وقرارات حاسمة.
البدايات
وُلد أشرف زكي في 29 ديسمبر 1960 بالقاهرة، ونشأ في بيت قريب من الفن والثقافة، وهو شقيق الفنانة ماجدة زكي. منذ طفولته، كان مولعًا بالمسرح والتمثيل، فاختار الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قسم التمثيل والإخراج، ليبدأ رحلة امتزج فيها الإبداع بالصرامة الأكاديمية.
تدرّج أشرف زكي في العمل الأكاديمي حتى أصبح عميدًا للمعهد العالي للفنون المسرحية، مقدّمًا أجيالًا جديدة من الممثلين. وعلى الشاشة، ظهر في عشرات الأدوار المتنوعة التي، وإن لم تكن بطولات مطلقة، فإنها تركت بصمة قوية، مثل مشاركته في ريا وسكينة، العاصفة، والرقص على سلالم متحركة.
النقيب الذي لا يغيب
منذ انتخابه نقيبًا للممثلين عام 2003، تحوّل أشرف زكي إلى ملاذ آمن للفنانين. ورغم ابتعاده لفترة عن النقابة قبل أن يعود إليها، لم يتوانَ يومًا عن خدمة أي فنان أو الوقوف بجانبه.
وخلال الساعات الماضية، أطلق زملاؤه «مظاهرة حب» بعد تقديمه استقالته من منصبه، عقب أكثر من 12 عامًا قضاها في العمل النقابي، لتقرر الجمعية العمومية رفض استقالته، معلنةً تمسّكها به نقيبًا.
وعلى الرغم من مظهره الصارم، عُرف أشرف زكي بإنسانيته الشديدة. يكفي ظهوره متأثرًا في جنازات كبار النجوم، أو دعمه العلني لشباب الممثلين، ليؤكد أن «النقيب» بالنسبة له ليس مجرد منصب، بل التزام أخلاقي وواجب تجاه المهنة. وقد عُرف بصلابته في مواجهة أزمات النقابة، وسعيه الدائم لتأمين حياة أفضل للفنانين الكبار، إلى جانب تأسيس «دار إقامة الفنانين» للإقامة بالمجان بدعم من حاكم الشارقة، فضلًا عن دفاعه المستمر عن حقوق زملائه أمام شركات الإنتاج والمؤسسات الرسمية.
روجينا.. شريكة المشوار
الحياة الشخصية لأشرف زكي لا تنفصل عن مسيرته؛ فهو متزوج من الفنانة روجينا التي شكّلت له سندًا في أصعب محطاته النقابية والفنية. وغالبًا ما يذكر دورها ودعمها العائلي والفني، في صورة ثنائية تعكس شراكة حقيقية خلف الكواليس.
ويُنظر إلى الدكتور أشرف زكي كأحد أعمدة الحركة الفنية في مصر، ليس فقط بصفته ممثلًا أو أكاديميًا، بل كصوت قوي وضمير حي للوسط الفني. رحلة طويلة تؤكد أن الفن يحتاج دائمًا إلى من يحميه، ليبقى «حارس دفاع الفنانين».