ــ تحمست للمشاركة في مسلسل "سلمى" لصعوبة الشخصية التي أجسدها
ــ التجربة المصرية أثبتت لي أن هناك تشابهًا بين المصريين واللبنانيين
تمكنت الفنانة اللبنانية ستيفاني عطالله أن تحجز لنفسها مكانة مميزة في المشهد الدرامي العربي، رغم مشوارها الفني الذي لا يتعدى بضع سنوات، بفضل اختياراتها لأدوار تلامس العمق الإنساني والنفسي.
من لبنان إلى مصر، ومن الشاشات العربية إلى المشاركة في عمل فرنسي يُعرض قريبًا في أوروبا، تتابع ستيفاني عطالله مسيرتها بخطى واثقة، وفي حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية"، تكشف أكثر عن كواليس مشاركتها في مسلسل سلمى، وتجربتها الأولى في الدراما المصرية من خلال مسلسل "220 يوم"، إضافة إلى مشروعاتها المقبلة في التمثيل والغناء، وأمور أخرى في هذه السطور:
تجربة استثنائية
تؤكد ستيفاني عطالله أن مشاركتها في مسلسل "سلمى" شكلت لها تجربة فنية وإنسانية استثنائية، إذ وصفتها بأنها "خطوة جديدة في الحياة" دفعتها لاكتشاف مناطق تمثيلية جديدة بداخلها، وحول ذلك تقول: "الدور جذبني كثيرًا لأنه من أصعب الأدوار في العمل، شخصية "ميرنا" ليست فقط الشريرة في القصة، بل المحرك الأساسي لكل الأحداث، وللمرة الأولى يُعرض عليّ أداء دور الشر المطلق، وهذا ما حمسني لأن أتحدى نفسي وأظهر جانبًا مختلفًا من قدراتي التمثيلية، والحمد لله، ردود الفعل كانت رائعة، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى من الناس في الشارع، وهذا أسعدني كثيرا".
تضيف: "الشيء الأساسي في "ميرنا" أنها لا تمثل الشر فقط، بل شخصية تعاني اضطرابات نفسية عميقة.. وهذا ما منح الدور أبعادًا متعددة وسمح لي بأن أغوص أكثر في علم النفس، إذ أجريت أبحاثًا لفهم هذه النوعية من الشخصيات المعقدة، التي نلتقي بها في حياتنا اليومية دون أن ننتبه لحقيقتها، فكل إنسان يحمل داخله طبقات، والشر غالبًا لا يكون عبثًا، بل نابع من جروح، عقد، أو صدمات متراكمة من الطفولة أو البيئة الاجتماعية، ومن خلال هذا الدور، استطعت أن أقترب أكثر من تلك العوالم النفسية، وحاولت أن أقدم "ميرنا" بطريقة حقيقية، جريئة، وإنسانية في الوقت نفسه".
تعدد الأوجه
وعن التحديات التي واجهتها في العمل، تقول ستيفاني عطالله: "كل المشاهد في العمل كانت صعبة، ولم أجد هذه الشخصية سهلة على الإطلاق.. ميرنا شخصية متعددة الأوجه، وكل وجه فيها كان يتطلب مني جهدًا مختلفًا، وأكثر ما كان مؤلمًا وصعبًا عليَّ كممثلة، كانت مشاهد الأم والأب والمواجهات العائلية القاسية جدًا من الناحية النفسية والعاطفية".
وتضيف: "كلما تنوعت وجوه ميرنا، ازداد التحدي، أحيانًا تراها تصرخ وتترجى بصوت ضعيف، لكن في عينيها شر ظاهر.. هذا التناقض بين الضعف الخارجي والانفعال الداخلي، بين القسوة والانكسار، كان التحدي الحقيقي".
تشير إلى أحد المشاهد المفصلية في المسلسل، قائلة: "هناك مشهد مؤلم جدًا حين تقوم "ميرنا" بإلقاء جلال في الماء، أو تتسبب في ذلك من خلال تصرفاتها. في هذا المشهد، الجمهور يسمع صوتها المرتجف ويشاهد توسلها، لكن خلف ذلك هناك نظرة شر، فيها رغبة في التدمير، هذا التداخل بين المشاعر هو ما جعل هذا المشهد من أصعب ما قدّمت".
وختمت بالحديث عن المشهد الذي تعتبره "ماستر سين" الشخصية: "في إحدى الحلقات المتقدمة، وتحديدًا نحو الحلقة الخمسين، قدّمت مشهدًا طويلًا ومعقدًا جدًا، تطلب مني طاقة جسدية وعاطفية هائلة. هذا المشهد كان مفصلًا في تطور شخصية ميرنا، وربما الأكثر صعوبة وتأثيرًا في العمل بأكمله. أعتقد أنه سيكون من أكثر المشاهد التي سيتفاعل معها الجمهور، لأنه يجسد قمة الانهيار والصراع الداخلي".
دعم الجمهور
عبّرت الفنانة اللبنانية عن امتنانها للجمهور، الذي دعمها خلال عرض مسلسل سلمى، مؤكدة أن التفاعل الكبير مع شخصية "ميرنا" لم يؤثر على صورتها الشخصية، بل أظهر وعي المتابعين وقدرتهم على التمييز بين الممثل والدور الذي يقدمه، وتقول: "ميرنا ليست ستيفاني.. ولحسن الحظ، أمتلك جمهورًا رائعًا وواعٍ، قادرًا على الفصل تمامًا بين الشخصية التي ألعبها وبين شخصيتي الحقيقية. هذا الشيء أسعدني جدًا، لأنه يعني أنني نجحت في إقناعهم بالدور، دون أن يخلطوا بين التمثيل والواقع".
وتحدثت "ستيفاني" عن كواليس العمل، مؤكدة أنها كانت تجربة فنية وإنسانية ممتعة، مضيفة: "أجواء التصوير كانت جميلة جدًا ومليئة بالتعاون. سواء مع مرام علي، أو نيقولا معوض، أو تقلا شمعون، أو نقولا دانيال.. الجميع كان يعمل بمحبة واحترام، وكنت محظوظة جدًا بالعمل مع تقلا شمعون ونقولا دانيال وهما من القامات المهمة في التمثيل. تعلمت منهما الكثير، واكتسبت من خبرتهما ما سيبقى معي طويلًا. التجربة كانت مميزة على كل الأصعدة، فنيًا وإنسانيًا".
أولى تجاربها المصرية
تحدثت الفنانة اللبنانية ستيفاني عطالله عن أولى تجاربها المصرية، من خلال مشاركتها ضيفة شرف في الحلقة العاشرة من المسلسل المصري "220 يوم"، معتبرة أن هذه التجربة تمثل خطوة مميزة في مسيرتها الفنية، قائلة: "ممتنة جدًا لأنني كنت جزءًا، ولو صغيرًا، من هذا العمل الجميل والمتكامل. تشرفت بكوني ضيفة على الحلقة العاشرة منه، وكنت في غاية السعادة عندما تواصل معي المخرج كريم العدل وقرأت النص وغصت في الشخصية. شعرت بحماس كبير لأنني أقدم شيئًا مختلفًا عما اعتاده الجمهور مني".
وتابعت: "كونه أول عمل لي في مصر كفنانة لبنانية، كان الأمر مهمًا ومؤثرًا. ورغم أنني لا أتقن اللهجة المصرية بعد، إلا أنني أعمل على ذلك، وسترونني قريبًا في أعمال مصرية باللهجة المحلية. أرجو أن تكون هذه بداية موفقة، وأن يحبني الجمهور المصري من خلال هذه التجربة".
وأشارت "ستيفاني" إلى الطابع الزمني الخاص بالشخصية التي أدتها: "من الجميل أن أُقدم شخصية تعود لحقبة زمنية لم أكن قد وُلدت فيها، وهذا أتاح لي فرصة لاكتشاف نمط مختلف من حيث الثياب، والمكياج، وطريقة التصرف والتعبير. كل تلك التفاصيل ساعدتني على الاندماج في الدور بشكل أعمق".
كما أعربت عن اعتزازها بالأجواء العامة في التصوير، قائلة: "كان العمل مع فريق (220 يوم) ممتعًا جدًا. الأجواء كانت إيجابية ومليئة بالاحتراف والدعم، وأنا سعيدة جدًا بنجاح المسلسل، فهو يستحق كل هذا التقدير. والأجمل أنني قدمت فيه أغنية بصوتي، وهذا أضفى على التجربة طابعًا خاصًا ومحببًا إلى قلبي".
وأضافت: "ما يميز التجربة المصرية أننا نتحدث نفس اللغة، لكن في الوقت نفسه نكتشف كم نحن مختلفون، ومع ذلك نشعر بمدى التقارب والاتفاق بيننا. هناك خفة دم طبيعية، وودّ جميل يربط بين اللبنانيين والمصريين".
وختمت حديثها عن مصر، قائلة: "مصر هي القلب النابض للدراما في العالم العربي، وهي الأساس الفني الذي انطلق منها الكثير من النجوم. إذا أحبك الجمهور المصري، فذلك يعني أنك نجحت فعلًا. وسعادتي كبيرة بمحبة الناس لي في مصر، وبأن لديَّ جمهورًا هناك يتابع أعمالي ويقدّر جهدي".
عمل فرنسي
وعن مشروعاتها الفنية القادمة، قالت: "انتهيت أخيرًا من تصوير مسلسل فرنسي، وفخورة جدًا بمشاركتي فيه خصوصًا أنه تم تصويره في باريس، تلك المدينة التي لها مكانة خاصة في قلبي، إذ إن والدتي فرنسية ووالدي لبناني، وبالتالي أمتلك اللغة والثقافة، وهذا ساعدني كثيرًا خلال هذه التجربة، وتم ترشيحي من خلال أحد المعارف هناك، وبعد أن خضعت لتجارب الأداء (كاستينج)، تم اختياري للدور".
وأضافت: "أعتقد أن هذا العمل سيكون بداية جديدة لي في أوروبا، وخطوة على المستوى الدولي، أتطلع لأن تكون تجربة ناجحة تضيف إلى مسيرتي بُعدًا مُختلفًا".
وتابعت: "أما على الصعيد العربي، فلديَّ مشاركة في مسلسل جديد بعنوان "حريم الجراح"، تأليف بودي صفير، ويشارك في بطولته عدد كبير من النجوم البارزين، منهم "سلوم حداد، ندى أبو فرحات، مروة الأطرش، رنين مطر، رودني حداد وغيرهم". كما أعمل حاليًا على تحضير عدد من الأغنيات الجديدة، وسأكشف عنها قريبًا، فالغناء جزء أساسي من شخصيتي الفنية، وأطمح في المستقبل القريب لتقديم شيء مميز فيه".