الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عزلة إسرائيل تزداد.. 5 دول أوروبية تقاطع "يوروفيجن 2026"

  • مشاركة :
post-title
حفل سابق من إحدى دورات مسابقة الأغنية الأوروبية يوروفيجن

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

باتت مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" مهدّدة بموجة غير مسبوقة من المقاطعات، بعدما أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية الرسمية RTVE أنها ستنسحب من نسخة العام المقبل في حال السماح لإسرائيل بالمشاركة. وبذلك تنضم إسبانيا إلى 4 دول أخرى هي هولندا وأيرلندا وسلوفينيا وآيسلندا، لتصبح خامس دولة تلوّح بالانسحاب، لكن مع فارق جوهري يتمثّل في أنها الأولى من بين ما يُعرف بـ"الدول الخمس الكبرى"، وهي المجموعة الأكثر تأثيرًا ماليًا وفنيًا في المسابقة.

قرار RTVE جاء بعد تصويت مجلس إدارتها، إذ حصد الاقتراح الذي تقدّم به الرئيس خوسيه بابلو لوبيث 10 أصوات مؤيّدة مقابل 4 معارضة وامتناع عضو واحد. وأكدت الهيئة في بيانها أن القرار سيُنفَّذ إذا لم يستبعد اتحاد البث الأوروبيEBU إسرائيل من نسخة 2026 المقرّر إقامتها في فيينا، حسبما ذكر الموقع الرسمي لهيئة البث التلفزيوني والإذاعي الوطنية الأيرلندية.

تكمن أهمية هذا الموقف في أن الدول الخمس الكبرى – إسبانيا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، وإيطاليا – تتمتّع بعضوية استثنائية داخل "يوروفيجن"، إذ تُعد من أكبر المموّلين للمسابقة وتحجز مقاعدها مباشرة في النهائي. وبالتالي، فإن انسحاب إسبانيا لأول مرة منذ انضمامها عام 1961 سيشكّل ضربة قوية لهيبة الاتحاد الأوروبي للبث، وسيزيد الضغوط عليه لاتخاذ قرار بشأن مشاركة إسرائيل.

الجدل حول إسرائيل في "يوروفيجن" ليس جديدًا. ففي نسخة 2025 التي استضافتها مدينة بازل السويسرية، شاركت المتسابقة الإسرائيلية يوڤال رافائيل وحقّقت المركز الثاني، لكن مشاركتها أثارت احتجاجات واسعة قبل وأثناء العروض. والفائز بالمسابقة حينها، المطرب النمساوي جيه جيه، دعا بدوره إلى استبعاد إسرائيل من نسخة 2026، معتبرًا أن استمرار وجودها يتعارض مع رسالة المسابقة بوصفها حدثًا فنيًا يوحّد الشعوب.

موقف إسبانيا لم يأتِ بمعزل عن المواقف السياسية، إذ سبق لرئيس الوزراء بيدرو سانشيز أن دعا علنًا إلى حظر مشاركة إسرائيل، مذكّرًا بأن روسيا استُبعدت عام 2022 عقب غزوها لأوكرانيا، حسب تصريحاته. كما شدّد وزير الثقافة إرنست أورتاسون هذا الأسبوع على ضرورة انسحاب بلاده إذا لم يتم استبعاد إسرائيل بسبب استمرار عملياتها العسكرية في غزة.

من جانبها، أكدت هيئات بث في أيرلندا وهولندا أنها ستنسحب رسميًا إذا لم يتم استبعاد إسرائيل، فيما أبدت سلوفينيا وآيسلندا الموقف نفسه. أمّا هيئة الإذاعة البريطانية BBC، وهي إحدى الجهات الأكثر نفوذًا في الاتحاد، فأوضحت عبر مديرها العام تيم ديفي أن "يوروفيجن" يجب أن تظل بعيدة عن السياسة، لكنها في الوقت نفسه تتابع عن قرب التطورات المتعلقة بالجدل حول إسرائيل.

من المقرّر أن يحسم اتحاد البث الأوروبي قراره بشأن مشاركة إسرائيل في ديسمبر المقبل خلال جمعيته العامة. وحتى ذلك الحين، تواجه "يوروفيجن" معضلة متصاعدة بين شعار الحياد الفني الذي يتبنّاه، والضغوط السياسية والشعبية المطالبة باستبعاد إسرائيل، ما يُنذر بأن نسخة 2026 في فيينا قد تكون الأكثر جدلًا في تاريخ المسابقة.