أفاد تقرير، اليوم الثلاثاء، بأن روسيا تحتجز آلاف الأطفال الأوكرانيين في أكثر من 200 منشأة في جميع أنحاء البلاد، حيث يخضعون بشكل روتيني لإعادة التأهيل والتدريب العسكري، وفق ما أوردت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وحدد التقرير الصادر عن مختبر أبحاث الإنسانية في كلية الصحة العامة بجامعة ييل، 210 مواقع، حيث تحتجز روسيا أطفالًا أوكرانيين منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، في منشآت تشمل معسكرات صيفية ومنتجعات صحية ومدارس تأهيلية ومرافق طبية وقاعدة عسكرية.
وحسب التقرير، تم تحديد ثمانية أنواع مختلفة من المرافق، بدءًا من المعسكرات الصيفية والمواقع الدينية والأكاديميات العسكرية الممتدة عبر كامل مساحة روسيا.
وأشار إلى أن "روسيا تدير نظامًا غير مسبوق محتمل لإعادة التأهيل والتدريب العسكري ومرافق السكن الجامعي واسعة النطاق، قادرة على احتجاز عشرات الآلاف من الأطفال من أوكرانيا لفترات طويلة".
وحسب فاينانشال تايمز، تكشف بيانات الشركات الروسية المتاحة للجمهور أن أكثر من نصف المواقع المحددة في التقرير تدار من قِبل هيئات حكومية اتحادية أو محلية، بما في ذلك وزارة الدفاع وإدارة الممتلكات الرئاسية، وفقًا لنتائج البحث.
ويضيف التقرير أنه في معظم المواقع، يخضع الأطفال لبرامج "إعادة تثقيف" لتعزيز الوطنية الروسية، بما في ذلك محاضرات في التاريخ الروسي وغناء النشيد الوطني.
وبحسب التقرير، تلقى آخرون، وخاصة الأطفال الأكبر سنًا، تدريبات عسكرية في أكاديميات عسكرية وقاعدة عسكرية، بما في ذلك "التدريب على التحكم في الطائرات بدون طيار والتكتيكات"، وشاركوا في مسابقات الرماية ورمي القنابل.
وتقدر السلطات الأوكرانية أن ما يقرب من 20 ألف طفل قد تم نقلهم إلى روسيا خلال الحرب، ولم يُعاد سوى جزء ضئيل منهم.
وقد عثر على عدد من الأطفال الأوكرانيين في مواقع التبني الروسية، على الرغم من أن العدد الإجمالي لا يزال مجهولًا.
شبكة المواقع التي حددها تقرير مختبر الأبحاث الإنسانية أكبر بكثير مما توقعه باحثوه. وصرح ناثانيال ريموند، المدير التنفيذي للمختبر، قائلًا: "شبكة المواقع تبلغ على الأقل ضعف ما توقعناه من حجمها الأقصى".
استعان باحثو المختبر بمصادر متاحة للعامة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، وبيانات الحكومة الروسية، وتقاريرها الإخبارية، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية التجارية، للوصول إلى استنتاجاتهم.
وقال ريموند إن الدراسة بدأت بناء على طلب أوكرانيا لفهم أفضل للحجم الكامل لشبكة المرافق التي يتم احتجاز الأطفال فيها، لمساعدتهم في نهاية المطاف على العودة إلى وطنهم.
وخلص التقرير إلى أن جهود "إعادة تثقيف" الأطفال بما يتماشى مع رؤية موسكو للعالم قد بذلت فيما يقرب من ثلثي المواقع المحددة، بينما خضع الأطفال الأوكرانيون لتدريب عسكري وتلقين عقائدي في 39 موقعًا على الأقل.
وأضاف ريموند: "إن ما يحدث فيما يتعلق بعسكرة الأطفال أكثر تنظيما وانخراطا مما توقعناه". وفي بعض الحالات الموصوفة في التقرير، وُضع أطفال أوكرانيون في معسكرات تطور معدات للجيش الروسي، بما في ذلك طائرات بدون طيار، وأجهزة كشف الألغام، والروبوتات، وآلات تحميل سريعة للبنادق الهجومية.
ولا يقدر التقرير الجديد عدد الأطفال المحتجزين مؤقتًا أو لأجل غير مسمى في روسيا، لكن ريموند قال إن تحديد المواقع يعطي فكرة أوضح عن حجم هذه الظاهرة.
يعد مختبر الأبحاث الإنسانية مرجعًا رائدًا في مجال النقل الجماعي للأطفال الأوكرانيين من قبل روسيا خلال الحرب. خلال إدارة جو بايدن، شارك المختبر بياناته مع المحكمة الجنائية الدولية. ومنذ ذلك الحين، توقف عن مشاركة البيانات مع المحكمة الجنائية الدولية خوفًا من مخالفة العقوبات التي فرضتها إدارة دونالد ترامب على المحكمة.
تأسس المختبر في عام 2022 بتمويل فيدرالي أمريكي يبلغ حوالي 6 ملايين دولار، لكن مستقبله تعرض للخطر في وقت سابق من هذا العام عندما تم تعليق تمويله في إطار حملة إدارة ترامب لخفض الإنفاق. والتقرير الذي نشر اليوم الثلاثاء هو الأول الذي يتم إصداره منذ التخفيض.
قال ريموند، الذي حذر من أن المختبر قد يتوقف عن العمل العام المقبل إذا لم يتمكن من تأمين مصادر تمويل بديلة. ويعتمد الآن بشكل كبير على التبرعات الصغيرة من الأفراد.