كشف استطلاع رأي جديد عرضته القناة 12 الإسرائيلية عن حالة قلق متزايدة بين الإسرائيليين، إذ أعرب 56% منهم عن خوفهم من عدم قدرتهم على السفر خارج البلاد بسبب تزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وأظهر الاستطلاع أزمة ثقة حادة بين الإسرائيليين وحكومة بنيامين نتنياهو، وفقًا لما أوردته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.
مخاوف السفر
وأوضحت نتائج الاستطلاع أن أكثر من نصف الإسرائيليين يشعرون بالقلق إزاء السفر للخارج، إذ عبر 56% عن خوفهم من عدم قدرتهم على السفر بأمان بسبب تزايد الانتقادات الدولية، فيما أعرب 40% عن عدم خوفهم من حوادث السفر المحتملة، بينما لم يحدد 4% موقفهم من هذه القضية.
تأتي هذه المخاوف في ظل سلسلة من الحوادث المعادية للسياح الإسرائيليين التي شهدتها الأسابيع الأخيرة في عدة دول أوروبية، ففي الأسبوع الماضي تعرض سائح إسرائيلي لهجوم على شاطئ أثينا، بعد أن قضم رجل جزءًا من أذنه.
كما تعرضت مجموعة من الإسرائيليين لاعتداء من قبل مهاجمين مناهضين لإسرائيل في أثناء قضائهم عطلتهم في جزيرة رودس اليونانية، بينما مُنعت سفينة سياحية إسرائيلية من الرسو في جزيرة سيروس اليونانية وحُوِّل مسارها إلى قبرص؛ بسبب احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في الميناء.
أزمة ثقة عميقة
كشف الاستطلاع عن أزمة ثقة حقيقية تهز أسس العلاقة بين الإسرائيليين وحكومتهم، إذ أعرب 67% من المشاركين عن شعورهم بأن سياسات الحكومة لا تمثل إرادتهم، مقابل 29% فقط قالوا إنها تمثلهم.
والأمر الأكثر إثارة للدهشة أن هذه الأزمة تمتد حتى داخل القاعدة الانتخابية لنتنياهو نفسه، إذ أعرب 44% من ناخبي ائتلاف رئيس الوزراء عن عدم شعورهم بأن الحكومة تمثل إرادتهم، مقابل 51% قالوا إنها تمثلهم.
وانعكست هذه الأزمة في التقييمات السلبية التي حصلت عليها القيادة الإسرائيلية، ووصف 55% من المشاركين أداء نتنياهو كرئيس وزراء بأنه "ضعيف"، مقابل 39% اعتبروه "جيدًا".
وحصل وزير الدفاع يسرائيل كاتس على تقييم "ضعيف" من 53% من المشاركين مقابل 34% اعتبروه "جيدًا"، فيما نال وزير الخارجية جدعون ساعر تقييمًا سلبيًا من 57% مقابل 25% إيجابيًا.
وحصل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على أسوأ تقييم في الاستطلاع، إذ وصف 67% من المشاركين أداءه بـ"الضعيف"، مقابل 24% فقط اعتبروه "جيدًا".
انحياز لصفقة المحتجزين
فيما يتعلق بالحرب في غزة وقضية المحتجزين، كشف الاستطلاع عن توجه واضح في الرأي العام الإسرائيلي نحو الحل الدبلوماسي، إذ أيد 62% من المشاركين أن تمضي الحكومة في صفقة شاملة لإعادة جميع المحتجزين في القطاع.
وفي المقابل، أيد 28% فقط تكثيف العملية العسكرية واحتلال قطاع غزة بأكمله، بينما لم يؤيد سوى 4% الترويج لصفقة جزئية للإفراج عن نحو نصف الرهائن الأحياء والقتلى، وهو الإطار الذي نوقش في المفاوضات خلال الأشهر القليلة الماضية.
كما عارض 49% من المشاركين إنشاء المستوطنات في غزة، بينما أيد 36% الاستيطان، وأجاب 15% بعدم معرفتهم، ما يشير إلى انقسام واضح حول مستقبل القطاع الفلسطيني.