رفع عمال الموانئ الإيطالية رايات التحدي أمام الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، بعد أن وجّهوا لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة مفادها: أنه في حال منع وصول المساعدات إلى القطاع الساحلي، فسوف يمنعون مستقبلاً وصول البضائع القادمة من أوروبا إلى إسرائيل.
انطلقت من ميناء جنوة، أمس الأحد، قافلة مساعدات جديدة متجهة إلى غزة، في حين حذّر أحد عمال الميناء من أنه في حالة فقدان الاتصال مع القافلة، فإن عمال الميناء سيعملون على الفور على منع وصول جميع الشحنات إلى إسرائيل، بحسب "بوليتيكو".
وستنضم السفن إلى رحلة "أسطول الصمود العالمي"، التي غادرت برشلونة يوم الأحد، في محاولة لتوصيل الإمدادات الإنسانية عبر الحصار الإسرائيلي.
وفي حديثه خلال تجمع حاشد على أرصفة جنوة، أحد أكبر موانئ أوروبا، قال أحد عمال الموانئ الذي يمثل اتحاد عمال الموانئ في أوروبا: إنه إذا انقطع الاتصال مع الأسطول "حتى ولو لعشرين دقيقة فقط"، فإن عمال الموانئ سوف يوقفون على الفور جميع الشحنات إلى إسرائيل، بغض النظر عن محتواها.
قال عامل الميناء، الذي انتشر مقطع فيديو له على نطاق واسع عبر الإنترنت وفي وسائل الإعلام الإيطالية، ولم تُكشف هويته: "في منتصف سبتمبر تقريبًا، ستصل هذه القوارب إلى ساحل غزة، إذا انقطع الاتصال بقواربنا ورفاقنا، ولو لعشرين دقيقة فقط، فسنغلق أوروبا بأكملها".
وأضاف: "من هذه المنطقة تخرج سنويًا نحو 13 إلى 14 ألف حاوية إلى إسرائيل، ولن يخرج منها مسمار واحد بعد الآن".
"أسطول الصمود العالمي" هو التحدي البحري الرابع والأكبر للحصار الإسرائيلي هذا العام، إذ انطلقت من برشلونة 20 سفينة وأكثر من 300 من أفراد الطاقم، بما في ذلك الناشطة السويدية جريتا ثونبرج والممثل الأيرلندي ليام كانينجهام.
وتأتي هذه المهمة في الوقت الذي تواجه فيه غزة كارثة إنسانية متفاقمة، حيث حذّرت وكالات الأمم المتحدة من ظروف المجاعة في جميع أنحاء المنطقة.
في جنوة، جمعت حملة تبرعات غذائية أكثر من 300 طن من المساعدات الإنسانية. يوم السبت، انضم أكثر من 40 ألف شخص، بمن فيهم عمدة المدينة، سيلفيا ساليس، إلى مسيرة مشاعل جابت الشوارع دعمًا للمهمة.
وقال ساليس: "إنني أشعر بالفخر كل يوم لكوني عمدة لهذه المدينة، ولكن الليلة، إذا أمكن، سأكون أكثر من ذلك".