الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بمشاركة ثلاثي القوة بآسيا.. العالم يترقب العرض العسكري التاريخي بالصين

  • مشاركة :
post-title
شي جين بينج وفلاديمير بوتين وكيم جونج أون

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تستعد الصين بعد غدٍ الأربعاء لإقامة عرضٍ عسكريٍّ كبيرٍ في العاصمة بكين، بمناسبة مرور 80 عامًا على نهاية الحرب العالمية الثانية، لكن هذه الفعالية لا تقتصر على استحضار الماضي، بل تعكس أيضًا القوى التي تعيد تشكيل العالم حاليًا ومستقبلًا.

وخلال العرض، سيقف الرئيس الصيني شي جين بينج، إلى جانب قادة بعض أكثر الدول تعرضًا للعقوبات في العالم، مثل روسيا وكوريا الشمالية وإيران وميانمار، إضافة إلى عدد من قادة دول الجنوب العالمي، في ظل غياب شبه كامل للقادة الغربيين.

ويُنظر إلى العرض باعتباره إظهارًا للقوة العسكرية والدبلوماسية من جانب بكين، في وقت تخوض فيه مفاوضات بالغة الأهمية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب التجارية.

من سيحضر العرض؟

سيحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون عرض يوم النصر في الثالث من سبتمبر، الذي يحيي ذكرى استسلام اليابان رسميًا ونهاية الحرب العالمية الثانية. وستكون هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها القادة الثلاثة معًا في مناسبة علنية، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

كما يُتوقع أن يشارك الرئيس الإيراني في المنصة الرسمية أثناء مرور عشرات الآلاف من الجنود في قلب العاصمة الصينية، وهو مشهد يصفه محللون سياسيون واقتصاديون غربيون بأنه تجسيد لـ "محور الاضطرابات".

ومن بين الحضور أيضًا زعيم المجلس العسكري في ميانمار، مين أونج هلاينج، الذي نادرًا ما يسافر إلى الخارج، وفقًا لما أكدته وزارة الخارجية الصينية.

وفي المقابل، من المتوقع أن يقاطع معظم القادة الغربيين العرض، مما يجعل المناسبة استعراضًا قويًا للتضامن الدبلوماسي بين الصين وروسيا ودول الجنوب العالمي، بحسب "الجارديان".

وسيكون الحضور الغربي محدودًا للغاية، إذ سيشارك فقط رئيس وزراء سلوفاكيا، روبرت فيكو، ورئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش.

أما الأمم المتحدة فستكون ممثلة بالأمين العام المساعد لي جونجوا، الذي شغل سابقًا مناصب مختلفة في وزارة الخارجية الصينية، بينها منصب السفير في إيطاليا وسان مارينو وميانمار.

العرض الأضخم في تاريخ الصين

الحدث، الذي يُعد من أضخم الفعاليات العسكرية التي تنظمها الصين منذ سنوات، سيكون شديد التنظيم ويكشف عن أحدث المعدات العسكرية، مثل المقاتلات وأنظمة الدفاع الصاروخي والأسلحة فرط الصوتية، في إطار برنامج التحديث الكبير لجيش التحرير الشعبي.

ويُتوقع أن تكشف الصين عن مجموعة من الأسلحة الجديدة، أبرزها النسخة المطورة من الصاروخ الباليستي متوسط المدى DF-26، الذي تُطلق عليه وسائل الإعلام الصينية لقب "قاتل غوام" لقدراته على استهداف القاعدة الأمريكية في المحيط الهادئ برؤوس تقليدية أو نووية، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

كما رصد المحللون صواريخ مضادة للسفن من طراز "ينج جي"، وتعني بالصينية "هجوم النسر"، ووصفتها التعليقات الصينية بأنها مصممة لمنع الولايات المتحدة من تشكيل تهديد جدي للأمن القومي الصيني.

وفي اليوم المقرر، سيتفقد شي جين بينج عشرات الآلاف من الجنود في ساحة تيان آن من برفقة عدد من القادة الأجانب، بينهم ضيف الشرف فلاديمير بوتين.

آراء الخبراء

قال ألفريد وو، أستاذ مشارك في كلية لي كوان يو للسياسات العامة بجامعة سنغافورة الوطنية: "شي جين بينج يحاول إظهار أنه قوي جدًا، وأنه لا يزال يتمتع بالنفوذ والقبول في الصين. عندما كان شي مجرد زعيم إقليمي، كان ينظر إلى بوتين بإعجاب، ويرى فيه نموذجًا يمكن التعلم منه، أما الآن فقد أصبح شي زعيمًا عالميًا. وجود كيم إلى جانبه يؤكد أنه أصبح لاعبًا رئيسيًا على الساحة العالمية"، وفقًا لـ "الجارديان".

وأضاف ليم تشوان تيونج، الباحث في معهد الدراسات المتقدمة حول آسيا بجامعة طوكيو، أن الهدف الأساسي من هذا "المشهد المؤقت هو تعزيز سلطة شي وقوة الحزب الشيوعي الصيني. إحياء الذكرى الـ 80 لا يتطلب بالضرورة إقامة عرض عسكري، خاصة أن الصين لم تبدأ الاحتفال بهذه المناسبة إلا قبل 10 سنوات، وبميزانية أقل بكثير".