الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

دعوات شولتس الأخيرة.. هل تحدد مستقبل الصراع في أوكرانيا؟

  • مشاركة :
post-title
المستشار الألماني أولاف شولتس

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

التصعيد.. كلمة سائدة في دوائر التحليل السياسي والعسكري للأزمة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، خاصة بعد الضغوط الغربية على ألمانيا بضرورة إرسال برلين أسلحة ودبابات إلى "كييف" للدفاع عن أراضيها، ما جعل دعوة المستشار الألماني أولاف شولتس الأخيرة بأن بلاده لن تسمح بتحول الحرب في أوكرانيا إلى صراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) تلفت النظر سياسيًا فى مسار الأحداث.

خبراء فى الشأن الدولي أجمعوا في حديثهم لـقناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الاثنين، على أن اقتراح "شولتس" بالعودة إلى مائدة المفاوضات وعدم السماح بتحول الحرب في أوكرانيا إلى صراع بين روسيا والناتو، بعيد عن الواقع ويصعب تحقيقه فى ظل استمرار إرسال الأسلحة إلى "كييف" في الوقت الذى رأي البعض أنَّ موسكو ترغب في عودة أوكرانيا إلى الحوار. 

أرض المعركة 

قال الدكتور أسامة السعيد، الباحث فى الشؤون الدولية، إنَّ دعوة المستشار الألماني لإجراء مباحثات سلام بين روسيا وأوكرانيا من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب عام 2023 تفتقد الكثير من الواقعية، خصوصًا فى ظل تصاعد المعارك على أرض الواقع.

وأوضح "السعيد" أنَّ روسيا تريد حسم الصراع لصالحها وتحقيق مكاسب كبيرة على المستوي الاستراتيجي، فى المقابل لن يسمح حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة الأمريكية بتحقيق روسيا جميع الأهداف التى وضعتها، وتوقع أن الوضع السياسي غير مهيأ لمباحثات تنهي الأزمة "الروسية - الأوكرانية". 

وأكد أنَّ دعوة ألمانيا لإنهاء الصراع والحديث بشكل دائم للوصول إلى حل سياسي، لأنها تتصدر قائمة أهم المتضررين من الأزمة الأوكرانية، بالإضافة إلى أنها تريد الحفاظ على مصالحها، خصوصًا فى ظل تصاعد الأوضاع بالضغط عليها من أجل تقديم أسلحة لـ"كييف".

الأزمة الروسية الأوكرانية
حل غير عملي 

اتفق مسعود معلوف، الخبير في الشؤون الأمريكية، مع الدكتور أسامة السعيد بشأن تضرر ألمانيا من الأزمة "الروسية - الأوكرانية" وأنها أكثر الدول الأوروبية الواقعة تحت ضغوط غربية من أجل مساعدة "كييف"، خصوصًا فى ظل التصعيد الحالي الذى يؤكد أن كل دولة لا تريد أن تظهر بشكل ضعيف.

وأوضح "معلوف" أن ألمانيا تعيش تاريخها الماضي مع روسيا، واقتراح "شولتس" في الوقت الحالي غير عملي في الوقت الحاضر، إذ يصعب حاليًا الوصول إلى مائدة المفاوضات.

وذكر أن الولايات المتحدة لم تصدر أى تصريح رسمي بشأن دعوات التوصل إلى حل سلمي بشأن الأزمة الأوكرانية، لكن ليس بعيدًا عن واشنطن متابعة تصريحات أولاف شولتس.

الأزمة الروسية الأوكرانية
روسيا ترحب بالحوار

في سياق متصل، أكد ديمترى بريجع، المحلل السياسي الروسي، أنّ موسكو منفتحة على الحوار والدبلوماسية مع الدول الغربية وأوكرانيا ومستعدة الجلوس على مائدة الحوار في المقابل القبول بشروطها بشأن المناطق الأربعة وشبه جزيرة (القرم).

وذكر فى حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، أنَّ روسيا تريد تغيير موقف "كييف" إزاء "موسكو"، إذ ترى روسيا أن السياسيين فى كييف غير مستعدين للجلوس على مائدة الحوار من أجل التوصل لاتفاق سلمي، وأوضح أنًّ روسيا أشادت بالدعوات الألمانية بالتوصل لاتفاق سلمى يغيّر من الوضع الحالي، خصوصًا فى ظل التصعيد الأخير بعد دعم الغرب لأوكرانيا بأسلحة ثقيلة.

وفى تفسير "بريجع" لدعوة المستشار الألماني أولاف شولتس، أرجعها إلى التصعيد الأخير بين روسيا وأوكرانيا الذي اعتبره "شولتس" خطيرًا، خصوصًا بعد دعم الغرب لكييف بعدد من الأسلحة.