أدان وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، بشدة عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، واصفًا إياها بأنها "جرائم وإرهاب" تتطلب ملاحقة من الشرطة.
جاء ذلك خلال زيارة للوزير الألماني إلى بلدة الطيبة في رام الله، اليوم الجمعة، والتي تهدف إلى إظهار التضامن مع المتضررين من هذا العنف.
تتعرض بلدة الطيبة لهجمات متكررة في الأشهر الأخيرة، حيث تزايدت هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين بشكل ملحوظ في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر 2023.
وأكد "فاديفول" أن "على إسرائيل -بصفتها قوة احتلال ودولة دستورية- فرض الأمن والنظام وملاحقة المجرمين، وحماية السكان الفلسطينيين من هؤلاء المجرمين"، بحسب "رويترز".
وأشار إلى أن الحكومة الألمانية تعمل -على المستوى الأوروبي- على فرض عقوبات إضافية على المستوطنين الذين يرتكبون أعمال العنف.
لا خطط فورية للاعتراف بدولة فلسطينية
في سياق آخر، سعى وزير الخارجية الألماني إلى تخفيف حدة تعليقاته السابقة حول موقف بلاده من الدولة الفلسطينية، موضحًا أن ألمانيا ليست لديها خطط فورية للاعتراف بدولة فلسطينية.
يأتي هذا التوضيح في أعقاب انتقادات حادة من مسؤولين إسرائيليين بسبب مقترح فاديفول السابق، قبل مغادرته للزيارة، بأن ألمانيا قد ترد على أي إجراءات إسرائيلية أحادية الجانب بالاعتراف بدولة فلسطينية.
وكان الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير كتب -على منصة "إكس"- أن "ألمانيا تعود لدعم النازية بعد 80 عامًا من المحرقة".
بعد لقاء فاديفول مع وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس الوزراء والرئيس الإسرائيلي مساء أمس الخميس، أوضح اليوم أن ألمانيا لا تخطط للاعتراف بدولة فلسطينية "لأن هذه إحدى الخطوات النهائية التي يجب اتخاذها" في إطار حل الدولتين.
وتسلط محاولة فاديفول لتوضيح تصريحاته الضوء على الصعوبة التي تواجهها ألمانيا منذ فترة طويلة في اتخاذ موقف واضح من هذه القضية، إذ إنها عالقة بين الضغوط الدولية المتزايدة لمساءلة إسرائيل على أفعالها والتزامها بعد المحرقة بضمان أمن إسرائيل.
دعوات لضمان وصول المساعدات إلى غزة
ودعا فاديفول إسرائيل إلى ضمان تأمين وصول منظمات الأمم المتحدة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القيود الحالية تفاقم الأزمة.
وشدد فاديفول على أن "الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تنتهي الآن"، مؤكدًا أن توزيع المساعدات من خلال الأمم المتحدة كان يجري بفاعلية لفترة طويلة ويجب استئنافه دون عوائق.
وذكر أن ألمانيا ستقدم خمسة ملايين يورو إضافية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لدعم المخابز والمطابخ وتمويل مستشفى ميداني في مدينة غزة.
وردًّا على سؤال بشأن مخاوف إسرائيل من إمكانية تحويل حركة "حماس "الفلسطينية مسار المساعدات، أقر فاديفول بأن إساءة استخدام المساعدات لا يمكن استبعادها بصورة كاملة، لكنه قال إن ذلك ليس سببا لعرقلة جهود الإغاثة.
وأضاف أن "أفضل طريقة لمنع حماس من إساءة استخدام الإمدادات هي تقديم المزيد من المساعدات وضمان تغطية السكان بالكامل".