لا يزال إقرار صفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، التي من المفترض أن تمهد الطريق لوقف الحرب، يواجه عدة تحديات على الرغم من الاتفاق على العديد من الأمور التي من أبرزها عدد المحتجزين المفرج عنهم مقابل الأسرى، ودخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد زيارة استمرت 4 أيام إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التقى خلالها الرئيس دونالد ترامب مرتين في البيت الأبيض، دون التوصل إلى اتفاق، على عكس ما توقعه الرئيس الأمريكي قبل الزيارة، من إمكانية التوصل إلى اتفاق في وقت قصير لا يتعدى أسبوعًا.
محور موراج
ولكن مصادر وُصِفت بالرفيعة تحدثت إلى شبكة "سي بي إس" الأمريكية و"يديعوت أحرونوت" العبرية، صرحت بأن التوصل إلى اتفاق قد يستغرق 20 يومًا إضافيًا، إذ لا يزال الخلاف الرئيسي قائمًا حول فكرة نشر قوات تابعة لجيش الإحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وطريقة الانسحاب.
وتطالب حركة حماس بانسحاب كامل لقوات جيش الاحتلال إلى محور فيلادلفيا، بينما يصر الجانب الإسرائيلي على بقاء قواته على محور موراج، الذي يفصل خان يونس عن رفح الفلسطينية، للحفاظ على السيطرة على منطقة رفح، من أجل تنفيذ المخطط المزعوم بإنشاء "مدينة إنسانية" للفلسطينيين.
تعنت نتنياهو
وينص الاتفاق على وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، سيتم خلالها إطلاق سراح نصف المحتجزين الأحياء والأموات، ووفقًا للصفقة، يتم الإفراج عن 10 أحياء، 8 منهم من المقرر إطلاق سراحهم في اليوم الأول واثنان في اليوم الخمسين، إلى جانب 18 جثة يتم الإفراج عنها على ثلاث مراحل إضافية.
وفي إطار الاتفاق، من المفترض أن تُجرى مفاوضات لإنهاء الحرب بشكل كامل وإطلاق سراح المحتجزين المتبقين، وتطالب حماس بضمانات لاستمرار وقف إطلاق النار المؤقت بعد 60 يومًا حتى يتم التوصل إلى اتفاق، لكن نتنياهو أصر مجددًا خلال لقاءه بأسر المختطفين، على أن أي مفاوضات مستقبلية تتطلب استسلام حماس لشروط إسرائيل، بما في ذلك نزع السلاح، وإلغاء حكم حماس.
الأزمة السياسية
ولكن بحسب الصحف العبرية فإن أي اتفاق مرهون بالأزمة السياسية التي يعيشها نتنياهو، الذي عاد من الولايات المتحدة ليواجه مشكلات في ائتلافه الحاكم تهدد بقاء حكومته، سواءً مع وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن جفير (المتطرفين)، اللذين يهددان بحل الحكومة في حال ما يسمونه "صفقة استسلام"، أو مع الحريديم الذين يطالبون بقانون إعفاء من الخدمة العسكرية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه مصر وقطر دورهما الحثيث في تقريب وجهات النظر بين الطرفين لسرعة التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023 وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والوضع الكارثي بقطاع غزة، إذ استشهد حتى الآن أكثر من 57 ألفًا أغلبهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.