حذّر مدير عام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، من أزمة حادة تعصف بمختبرات المستشفى وبنوك الدم، وسط ارتفاع غير مسبوق في أعداد المصابين والحالات الحرجة، في وقت لا تزال فيه كميات الدم المتوفرة لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياج الطبي.
وأوضح مدير عام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، اليوم الاثنين، أن بنوك الدم تعاني من عجز شديد في توفير وحدات الدم ومكوناته الأساسية، مشيرًا إلى أن ما يتم توفيره حاليًا لا يغطي سوى جزء بسيط من حجم الاستهلاك المتزايد، الذي يفوق قدرة المختبرات والبنوك على الاستجابة الفورية، وفقًا للمركز الفلسطيني للإعلام.
وأفاد "أبو سلمية"، بأن مجمع الشفاء صرف خلال الشهر الماضي نحو 10 آلاف وحدة دم ومكوناتها، في حين لم يتمكن من توفير سوى 3500 وحدة فقط، مما يعكس حجم الفجوة المتسعة بين الحاجة والقدرة على التلبية، ويضع الطواقم الطبية أمام تحديات مصيرية في إنقاذ المصابين.
وأشار إلى أن حملات التبرع المجتمعية، التي كانت تشكّل سابقًا مصدرًا مساندًا في أوقات الطوارئ، باتت غير مجدية حاليًا، نتيجة تفاقم سوء التغذية بين السكان، وارتفاع معدلات فقر الدم، خاصة في أوساط النساء والأطفال.
وسبق لوزارة الصحة الفلسطينية أن طالبت المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بضرورة التحرك العاجل؛ لتعزيز أرصدة بنوك الدم في القطاع، لضمان استمرار التدخلات الطبية الطارئة والمنقذة للحياة، في ظل نظام صحي على شفير الانهيار الكامل.
وفي 26 يونيو الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تسع شاحنات محملة بإمدادات طبية أساسية، و2000 وحدة دم، و1500 وحدة بلازما، عبرت إلى القطاع الفلسطيني عبر معبر كرم أبو سالم، فيما لم تصل أي إمدادات أخرى منذ ذلك التاريخ.