غيّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساره بشأن الرسوم الجمركية مجددًا، في الحرب التجارية المشتعلة بين واشنطن من جانب، وأوروبا والصين من جانب آخر، بحسب "بوليتيكو".
وأشعل الرئيس الأمريكي، منذ توليه منصبه، حربًا تجارية عالمية هزّت الأسواق المالية، ودفع صُنّاع القرار إلى التسرع في حماية اقتصاداتهم، من خلال جهود مثل إبرام الصفقات مع الولايات المتحدة ودول أخرى.
قال ترامب، أمس الأحد، إن الولايات المتحدة تقترب من الانتهاء من عدد من اتفاقيات التجارة في الأيام المقبلة، وستخطر الدول الأخرى بمعدلات تعريفة جمركية أعلى بحلول التاسع من يوليو، ومن المقرر أن تدخل المعدلات الأعلى حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس.
وحذّر وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الدول التي تفشل في إبرام اتفاقيات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة، قبل ثلاثة أيام فقط من الموعد النهائي الذي حددته إدارة ترامب في 9 يوليو لإعادة فرض الرسوم، بأن الرسوم الجمركية ستعود إلى معدلاتها المُطبّقة في 2 أبريل، وذلك اعتبارًا من 1 أغسطس المقبل.
رسالة إلى 100 دولة
وأوضح بيسنت أن إدارة ترامب ستبعث برسائل إلى 100 دولة أصغر حجمًا، تقول فيها: "إذا لم تُحرزوا تقدمًا، فستعودون في 1 أغسطس إلى مستوى الرسوم الجمركية المُطبّق في 2 أبريل"، لافتًا إلى أن أغسطس ليس موعدًا نهائيًا جديدًا للمفاوضات.
وأضاف: "إذا كنتم ترغبون في تسريع الأمور، فافعلوا ذلك، أما إذا كنتم ترغبون في العودة إلى السعر القديم، فهذا خياركم".
يُؤجل هذا الإعلان الرسوم الجمركية التي فُرضت في الأصل في أبريل، والتي عُلّقت حتى 9 يوليو، وهي فترة استغلتها إدارة ترامب لعقد جولة طموحة من الصفقات مع دول أخرى، بهدف التوصل إلى اتفاقيات تُجنّب عودة فرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و50% على عشرات الدول.
ويأتي هذا في الوقت الذي يُلمّح فيه مسؤولو إدارة ترامب بشكل متزايد إلى صعوبات في إبرام الصفقات.
الهند قريبة من الاتفاق
منذ إعلان إدارة ترامب عمّا يُسمى بالرسوم الجمركية المتبادلة الشاملة، لم توقّع سوى اتفاقيات مع المملكة المتحدة وفيتنام، بالإضافة إلى اتفاق محدود مع الصين شهد تراجع البلدين مؤقتًا عن معدلات الرسوم الجمركية المرتفعة للغاية.
وأفادت التقارير بأن الولايات المتحدة على وشك التوصل إلى اتفاق مع الهند، ويبدو أن الاتحاد الأوروبي، الذي اتهمه ترامب سابقًا بالتباطؤ في المفاوضات، مستعد لتقديم تنازلات كبيرة للتوصل إلى اتفاق.
تُركّز إدارة ترامب على 18 شريكًا تجاريًا مهمًا يُمثّلون 95% من العجز التجاري الأمريكي، لكنه أشار إلى وجود "تباطؤ كبير" بين الدول في إتمام الصفقات التجارية.
من المرجّح أن تتخذ الهند والولايات المتحدة قرارًا نهائيًا بشأن اتفاق تجاري مصغّر خلال 24 إلى 48 ساعة مقبلة، وأضافت أن متوسط الرسوم الجمركية على السلع الهندية التي يتم شحنها إلى الولايات المتحدة يبلغ 10%.
الموعد النهائي
يشير بعض مسؤولي الإدارة إلى احتمال وجود مرونة بشأن الموعد النهائي الجديد، وخاصةً بالنسبة للشركاء التجاريين الرئيسيين، وقد أشار مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت إلى أن القرار النهائي سيقع في نهاية المطاف على عاتق الرئيس دونالد ترامب.
قال هاسيت: "هناك مواعيد نهائية، وهناك أمور قريبة، ولذلك ربما تُؤجّل الأمور إلى ما بعد الموعد النهائي، وفي النهاية، سيُصدر الرئيس هذا الحكم"، وألمح بيسنت نفسه إلى استراتيجية إدارة ترامب بشأن هدف أغسطس الجديد.
وصرّح ترامب للصحفيين، الجمعة الماضي، بأنه يمكن إرسال رسائل إلى اثنتي عشرة دولة اعتبارًا من يوم الاثنين، بمعدلات تعريفة تتراوح بين "60 أو 70% إلى 10 أو 20%"، وقال إن الرسوم ستدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس، بينما زعم أن الدول الأجنبية تدفع التعريفات – التي يدفعها في الواقع المستوردون الأمريكيون.