الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

4 وفيات غامضة.. الاستخبارات السويسرية تحذّر من استهداف إيران للدبلوماسيين

  • مشاركة :
post-title
أدرجت أجهزة الاستخبارات السويسرية إيران إلى جانب روسيا والصين وكوريا الشمالية كدول كثفت أنشطتها الاستخباراتية ضدها

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بعد إعادة التحقيق في الوفيات الغامضة لموظفي السفارة السويسرية وسائح في إيران، حذرت هيئة الاستخبارات الفيدرالية السويسرية (FIS) من أن التجسس الإيراني يشكل تهديدًا متزايدًا للدبلوماسيين السويسريين في طهران. كما أدرجت أجهزة الاستخبارات السويسرية إيران إلى جانب روسيا والصين وكوريا الشمالية كدول كثفت أنشطتها الاستخباراتية ضد سويسرا.

ونقلت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية عن هيئة الاستخبارات السويسرية إن دور سويسرا في تمثيل المصالح الأمريكية في طهران "يزيد من ظهور الموظفين السويسريين أمام الخدمة (الاستخبارات) المعادية".

وجاء التحذير في أعقاب تحقيق أجرته قناتا SRF وRTS السويسريتان تناول أربع وفيات في إيران؛ هي سقوط دبلوماسي من شرفة، ومرض مفاجئ للملحق العسكري، وتعرض موظف محلي في السفارة السويسرية للطعن وإطلاق النار في يده أثناء ذهابه إلى العمل، وانتحار مزعوم لسائح سويسري في السجن.

الدبلوماسية السويسرية سيلفي برونر سقطت من الطابق السابع عشر في شقتها بطهران في مايو 2021
موت وانتحار

في مايو 2021، سقطت الدبلوماسية السوسرية سيلفي برونر من الطابق السابع عشر بشقتها في طهران. وقتها، توصلت السلطات الإيرانية إلى أن الواقعة انتحار، مشيرة إلى مشاكل في الصحة العقلية للمتوفاة. لكن في التحقيق الذي أجرته قناتي SRF وRTS، زعم رجل عرّف عن نفسه بأنه ضابط سابق في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني أن الدبلوماسية "تعرضت للدفع بعد فشل عملية مراقبة".

ولفتت "ذا تليجراف" إلى أنه "في وقت لاحق، تم سحب التصريحات الأولية التي أدلى بها مسؤولو الطوارئ الإيرانيون بشأن عدم كفاية الأدلة على الانتحار، وتم إقالة المسؤول الرسمي".

وقال شقيق برونر إن عناصر الأمن الإيرانيين "زاروا شقتها قبل وفاتها وتركوا بصمات أحذيتهم عمدًا"، وأنه عُثر على رسالة انتحار، لكنها كانت غير موقعة.

وفي عام 2023، مرض الملحق العسكري السويسري بشكل مفاجئ في طهران وتم نقله إلى سويسرا في غيبوبة قبل أن يتوفى في المستشفى. وكشف التحقيق أنه كان في الواقع ضابط مخابرات. وأشار خبراء إلى أنه ربما تم التعرف عليه وتسميمه خلال عمليات في إيران.

وقال ضابط استخبارات إيراني سابق لقناة سويسرية: "تحدث زملائي في وحدة استخبارات الحرس الثوري الإيراني علنًا عن مقتل الدبلوماسية السويسرية. قالوا إنها عملية نفذتها استخبارات الحرس الثوري الإيراني وأسفرت عن مقتلها. مهمة تجسس فاشلة".

في حادثة أخرى قرب السفارة، طُعن موظف محلي وأُطلق عليه النار في يده أثناء توجهه إلى العمل. وأرجعت شرطة طهران الحادث إلى عملية سطو، وهو تفسيرٌ نادرٌ في العاصمة التي تشهد تواجدًا أمنيًا مكثفًا، بحسب محللين سويسريين.

في حالة رابعة، أُلقي القبض على سائح سويسري في الستينيات من عمره بتهمة التجسس في وقت سابق من هذا العام، بعد أن زُعم أنه صوّر موقعًا عسكريًا وجمع عينات من التربة. ثم أعلنت السلطات الإيرانية بعد شهرين انتحاره في سجن "سمنان".

وبينما مُنع المسؤولون السويسريون من الوصول إليه أثناء احتجازه، وقول متحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية إن موظفي السفارة السويسرية "أكدوا" انتحار مواطنهم في السجن، أُجري تشريح للجثة بعد إعادتها.

الاستخبارات السويسرية تحذّر من استهداف إيران للدبلوماسيين
زيادة المخاطر

منذ عام 1980، تُمثل سويسرا المصالح الأمريكية في إيران، حيث تُعنى بالشؤون القنصلية وتُمرّر الرسائل بين واشنطن وطهران. وقد صرّح مسؤولون استخباراتيون سابقون بأن هذا الدور يجعل الدبلوماسيين السويسريين أهدافًا رئيسية للمراقبة.

وتنقل الصحيفة البريطانية عن مصدر أمني سويسري ما وصفه بـ "جنون العظمة" لدى الحرس الثوري الإيراني، قائلاً إن إيران اعتبرت السفارة السويسرية نقطة تسلل لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA).

وحذرت أجهزة الاستخبارات من أن الصراع الإقليمي قد زاد من مخاطر "الضغط المباشر" على الموظفين السويسريين في الخارج؛ فيما قالت وزارة الخارجية السويسرية إنها "تواصل السعي للحصول على الوضوح الكامل" لكنها تفتقر إلى سلطة التحقيق في إيران.