الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بديع أبو شقرا: "بالورب" ليست مجرد أغنية.. ولا أطرح نفسي كمطرب

  • مشاركة :
post-title
الفنان اللبناني بديع أبو شقرا

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

الغناء بالنسبة لي ليس خروجًا عن المألوف لكنه امتداد لأدواتي كممثل

تجربة جديدة يخوضها الفنان اللبناني بديع أبو شقرا، من خلال اتجاهه إلى عالم الغناء، بأغنية "بالورب"، التي ولدت من رحم القلق والاضطراب، إذ لم تكن الأغنية مخططة لها بل جاءت كرد فعل عفوي على واقع مرتبك، وكأنها محاولة لفهم ما لا يُفهم أو قول ما لا يُقال. 

ويقول اللبناني بديع أبو شقرا، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية": "كنت أعمل على مشروع مع موسيقي ومنتج في دبي، بهدف تسجيل مجموعة من الأغنيات من نوعية الأندرجراوند، وبالفعل سجلنا واحدة وكنا على وشك استكمال العمل، لكن حين علقت الحرب كل شيء توقف وجلسنا معًا وقلنا: لماذا لا نطلق فكرة تشبه الواقع وتعبر عن هواجسنا وتليق بهذه المرحلة؟".

ويضيف: "هكذا ولدت أغنية "بالورب" بتسجيل سريع في دبي ثم تصوير بسيط وعفوي في لبنان، بعيدًا عن أي بهرجة أو تعقيد لأن الواقع لا يحتمل التجميل كما يقول، ولم نرد أن نبالغ في الإخراج، لأن الحرب لا تمنح ترف الفلسفة، كل ما أردناه أن نقول شيئًا فيه حرية وحب وسلام".

وعن السبب وراء اختيار "بالورب" ليكون اسم الأغنية، يقول: "هذا الاسم دارج في لبنان ويعني أن كل شيء أعوج ومنحرف عن مساره الطبيعي، وهذا حال العالم اليوم فكل شيء مقلوب مكسور ولا نعرف إلى أين نتجه، لكن ما نعرفه أننا لا بد أن نواصل خلق الفن، لأنه وسيلتنا الوحيدة لمواجهة هذا الجنون".

أمر غير مألوف

بديع أبو شقرا لا يطرح نفسه كمغنٍ بالمعنى السائد، لكنه لا يرى في الغناء شيئًا غريبًا عن مسيرته كممثل بالنسبة له، إذ يقول: "الفن مساحة حرة للتعبير، لا تخضع للتصنيفات الجاهزة ولا يجب أن تُرضي كل الأذواق".

ويضيف: "يرى البعض أن دخولي مجال الغناء أمر غير مألوف أو غير متوقع لكنني أراه امتدادًا طبيعيًا لمسيرتي الفنية. الفن لا يلزم الفنان بشكل واحد، ولا يشترط أن يُرضي كل الأذواق فهناك أنماط مختلفة من الفنون، لكل نوع جمهوره. نتوجه لمن يحب هذا النوع من الأغاني".

وتابع: "لستُ هاويًا في هذا المجال. لديَّ خلفية موسيقية، درست الموسيقى لعامين، وشاركت في عدة عروض غنائية، كما خضعت لتدريبات صوتية جدية مع مدرب مختص، وأمارس هذه التمارين باستمرار. فالممثل من وجهة نظري يجب أن يكون مُلمًا بكل أدوات الأداء: الغناء، الرقص، الموسيقى، لأن التمثيل الحقيقي فن شامل".

لم أتخوف من التجربة

يضع بديع أبو شقرا حدودًا واضحة بين كونه مطربًا محترفًا وبين كونه فنانًا يوظف الصوت كوسيلة من وسائل التعبير الفني، ولا يبحث عن استعراض طبقات صوتية أو أداء غنائي كلاسيكي، بل عما يسميه "الشخصية الصوتية" التي تُميز كل فنان وتجعله حاضرًا في عمله.

ويقول: "أنا لا أطرح نفسي كمطرب، ولا أدعي أن صوتي قادر على أداء الطبقات والألوان الغنائية كلها، لكن في المقابل لديَّ شخصية صوتية خاصة استعملها للتعبير، وهذه الشخصية جزء من حقيبتي الفنية".

وعن موقف الجمهور من رؤيته يغني، يؤكد: "ما كان عندي تخوف من فكرة الغناء، لأنني لم ولن أقدّم نفسي كمطرب. هذه التجربة بالنسبة لي هي امتداد طبيعي لأدواتي كممثل. التمثيل يتطلب فهمًا للموسيقى، للإيماء، للصوت، للحركة، ولجميع التفاصيل التعبيرية. لذلك، حين أُقدم عملًا غنائيًا، لا أراه خروجًا عن المسار، بل أحد أشكال التعبير عن فكرة أو هاجس فني أختار أن أعبّر عنه هذه المرّة من خلال الغناء".

ليس مجرد وسيلة ترفيه 

يرى بديع أبو شقرا، أن الفن ليس مجرد وسيلة ترفيه ولا يشترط أن يكون دائمًا مُحملًا برسائل أخلاقية أو سياسية مباشرة. بل فيه مرآة حقيقية للمجتمع، بكل ما يحمله من تناقضات الحرب والسلم، الخوف والفرح، والضعف والحرية.

يقول: "قدمت سابقًا عرضًا غنائيًا تناول أغنيات الأحزاب اللبنانية في أثناء الحرب الأهلية. لأنني أؤمن أن كل الفنون تعكس حالة المجتمعات. فإذا كانت المجتمعات تمر بحروب، فالفن لا بد أن يعبر عن ذلك، ليس كموقف سياسي بالضرورة، بل تجسيد لحالة، لهواجس الناس ومخاوفهم".

ويضيف: "لكن الفن لا يرتبط فقط بالحزن أو المآسي، بل أيضًا أداة للتعبير عن الفرح، والحرية، والاحتفال بالحياة. ولا أرى أن الفنان مُلزم دائمًا برسالة محددة.. وأحيانًا تكفي الصدق في التعبير، وهذا بحد ذاته يصبح رسالة".

نشاط فني واسع

وفيما يتعلق بالمشروعات المقبلة، يكشف "أبو شقرا" لموقع "القاهرة الإخبارية" عن جدول فني خلال الفترة المقبلة: "هناك سلسلة عروض مسرحية في لبنان، إلى جانب جولة تشمل عددًا من الدول العربية، إضافة إلى الولايات المتحدة وكندا. بعض هذه الأعمال مسرحيات قديمة سنعيد تقديمها، وأخرى جديدة نحن في طور التحضير لها".

وعن مشروعه الغنائي، الذي انطلق أخيرًا بأغنية "بالورب"، يؤكد أن العمل مستمر، ويكشف عن أغنية جديدة قيد التحضير تحمل عنوان "إنتِ وجايي"، ستكون امتدادًا لتجربته الغنائية التي تعتمد على الهوية أكثر من الأداء التقليدي.